المجمّع التّدريبيّ الرّابع: قضايا في تعليم اللغة العربية وتعلمها

ستلحظ في المجمّع الرّابع هذا منحى تخصّصيًّا نعرض فيه بشكل أساسي لتدريس مختلف فروع العربيّة، من صرف ونحو وقراءة وتحليل أدبيٍّ وتعبير، منطلقين من خصائص العربيّة متّخذين مضمون محتوى المناهج موضوعًا للحالات التي سنقدّمها. وهذا لا يعني أنّنا سنهمل استراتيجيّات التّدريس والطّرائق النّشطة، لكنّها ستكون الوسيلة، ولن يكون التّركيز عليها، فهي كانت بؤرة التّركيز في حالات المجمّعات السّابقة كلِّها، ومدار الاهتمام في المقدِّمات والحالات والتّعليقات والنّشاطات فيها. فالمحور هنا هو اللّغة نفسُها بفروعها، ومركزا الاهتمام اللذان يمسكهما المحور هما الأساتذة والطلبة، فالأساتذة الذين يدرّسون الطلبة ( من السّابع إلى الثاني عشر) يعرفون معرفة دقيقة وكافية خصائص العربيّة (الهجائيّة، والاشتقاقيّة، ودلالات الأوزان... إلخ)، وعلاقة فروعها ببعضها، وميدان كلّ علم من علومها: الصرف والنّحو والبلاغة، وهم مطّلعون بوعيٍ وفاعليَّةٍ على دقائق فقه العربيّة وقوانينها، فهم من أهل الاختصاص، ولا يدرِّس العربيّة لهذه الصّفوف إلا خرّيجو فروع اللغة العربيّة في الجامعات، والطلبة تمكّنوا من المهارات اللّغويّة الأساسيّة، وأصبح بمقدورهم، مع اتّساع ثقافتهم وتنامي خبراتهم، أن يهدفوا في عمليّة تعلّمهم إلى أسرار لغتنا، ومظان الجمال فيها، مفرداتها، وجملها، وتعابيرها التي هي أساس التّحليل وأهمّ منطلقاته، أي: إنّ كسبهم اللغويَّ صار يتطلّب إعمال عقولهم في الظّواهر اللغويّة، وتطوير قدراتهم، وبذل جهودهم في كسبهم اللغويّ موّظفين مخزونهم اللغويَّ المكتسب، وملكاتهم المحصَّلة، سماعًا ومحادثةً وقراءةً وكتابةً، ليبنوا على ذلك كلّه شخصيّاتِهم اللغويَّةَ بأبعادها الثقافيّة المرتبطة بمتطلّبات الحياة. 

الوحدة الثالثة عشرة: القراءة: تطوير مفهومها، واستراتيجيات تدريسها

تتطلع هذه الوحدة إلى تطوير مفهوم القراءة عند المعلم، فالقراءة في المرحلة المتوسطة والثانوية تختلف أهدافها عنها في المرحلة الابتدائية، فلم تعد عملية تصويت وتهجئة، والوقوف عند معاني بعض المفردات بهدف إغناء مخزون الطلبة اللغوي فحسب، بل غدت عملية أكثر تعقيدًا، فالفهم القرائيّ عمليّة عقليّة تطلب عددًا من العمليات الفكرية، والمهارات اللغوية. ومن المهارات اللغوية مهارة التلخيص، فنحن نلخص ما قرأناه وفهمناه. تقف هذه الوحدة عند التلخيص ودوره في تنمية القراءة، كما تقف عند العامية التي هي بنت الفصحى، في محاولة للاستفادة من هذه الظاهرة اللغوية لتمكين الفصحى عند الطلبة والتي إن أحسنوا امتلاكها جادت قراءتهم، فوضعنا بين يديك دراسة حالتين، تتحدث الأولى عن التلخيص، ودوره في تنمية المهارات القرائية، وتتحدث الثانية عن العامية وأثر توظيفها في تفعيل الفصحى.

 الوحدة الرابعة عشرة: استراتيجيات تدريس مفاهيم الصرف والنحو

تساعد هذه الوحدة المعلم على تقديم أساليب نموذجية في تدريس النحو والصرف، وقد انطلقنا من قاعدة أنّ معرفة خصائص المادّة الّتي بين أيدينا تسهّل علينا التّعاطي معها، بل إنّ معرفة التّلميذ هذه الخصائص تسهّل تعلّمه. وإذا كان تدريس النحو والصرف يقوم على المنهج الوصفي التحليلي، فإن إدراك المعلم ذلك، وتقديمه المادة اللغوية وفق هذا المنهج سيسهم في تشكيل عقلية لغوية وشخصية لغوية، ليصبح تعلم اللغة بشكل عام، والنحو والصرف بشكل خاصٍّ، أكثر متعة، مستجيبًا للمهارات العقلية وأسس التفكير المنطقية. 

 الوحدة الخامسة عشرة: استراتيجيات تعليم وتعلم التعبير الوظيفي والإبداعي

تبحث هذه الوحدة الأساليب التي يمكن من خلالها الانطلاق مع الطلبة في رحاب التعبير بنوعيه الوظيفي والإبداعي مستفيدين من توظيف المجتمع المحلي ومستثمرين البيئة المحلية من حيث هي مصدر من مصادر التعلم، مع إبراز كيفية إثراء الجمل وإظهار نماذج تدريبية تأخذ بأيدي الطلبة للارتقاء بتعابيرهم، لتغدو حصة التعبير حصة جذابة شائقة بعيدة كل البعد عن الأسلوب التقليدي والجاف في تدريس التعبير. 

الوحدة السادسة عشرة: مهارات التحليل والتذوق الأدبي

إنّ الفهم القرائيّ هو منتج نهائيّ، تظهر آثاره من خلال تفاعل القارئ مع النّصّ. وتتجلى هذه الآثار من خلال مظاهر عدة، يمكن للمعلم أن يعمد إلى تدريب الطلبة عليها، من خلال تمكينهم من مختلف المهارات، والتي تنمّ عن هذا الفهم. ويتمّ تقسيم هذه المهارات إلى عدد من الأنماط، منها: النّمط التّفسيريّ، والنّمط النّاقد، والنّمط التّذوّقيّ، والنّمط الإبداعيّ... إلخ. فالألفاظ ليست مجرّد حروف متضامّة أو مجرّدة، وإنّما تحمل معانيَ، وتكتسب طبعًا دلالاتها المتعدّدة من خلال السّياق الذي تمر فيه. وهذا ما يسمى الفهم التّقويميّ أو النّاقد، وهو المستوى الأخير من مستويات الفهم القرائي، بعد مستوى الفهم الاستنتاجي، والذي يحتل الموقع الثاني بعد المستوى الأول وهو مستوى الفهم الحرفي. وهذا ما حرصت هذه الوحدة على تقديمه، موجهة الطلبة إلى التعرف على بيئة الأديب، وإخضاع آثاره الأدبية إلى الظروف البيئية التي عاشها، فمنها كانت انطلاقاته.

 

RESOURCES

المجمع التدريبي الرابع