لمحة عن عمليات مكتب إقليم لبنان

إن لاجئي فلسطين الذين يقطنون في لبنان يعيشون في 12 مخيما رسميا للاجئي فلسطين وفي تجمعات غير رسمية ملاصقة للمخيمات، بالإضافة إلى أجزاء أخرى من البلاد. إن المخيمات في لبنان مكتظة وتتسم بمساكنها ذات المستوى المتدني والبنية التحتية الضعيفة والمعدلات المرتفعة من البطالة وظروف الصحة البيئية المزرية.

ولا يزال لاجئو فلسطين في لبنان مهمشين اجتماعيا ولا يتمتعون إلا بعدد محدود للغاية من الحقوق المدنية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، والتي تشمل منع الوصول إلى المرافق الحكومية الصحية والتربوية العامة وانعدام السبل للحصول على الخدمات الاجتماعية العامة والقيود المفروضة على حقهم في العمل وحقهم في امتلاك عقار.

ونتيجة للنزاع في سوريا، فر عدد كبير من لاجئي فلسطين في سوريا إلى لبنان. وهنالك حوالي 29,000 لاجئ من فلسطين من سوريا مسجلون لدى الأونروا في البلاد. واستنادا إلى مسح أجرته الجامعة الأمريكية في بيروت حول الوضع الاجتماعي الاقتصادي للاجئي فلسطين في لبنان ونشر في عام 2015، فإن حوالي 90% من لاجئي فلسطين من سوريا يعيشون في حالة فقر (لا يستطيعون تلبية احتياجاتهم الأساسية من الغذاء ومن المواد غير الغذائية)، وأن حوالي 10% يعيشون في حالة فقر شديد (لا يستطيعون تلبية الاحتياجات الغذائية الأساسية).

ويواجه لاجئو فلسطين من سوريا تحديات إضافية وتحديدا بسبب العملية الإدارية المرهقة المرتبطة بتجديد وثائق الإقامة الخاصة بهم. إن لاجئي فلسطين من سوريا والذين ليس لديهم وضع قانوني صالح يخشون من الاعتقال عند نقاط التفتيش وعند احتجازهم.

إن وجود لاجئي فلسطين من سوريا في لبنان قد ألقى أعباء إضافية على مجتمع لاجئي فلسطين في لبنان المستضيفين لهم وتطاول على موارد الأونروا وخدماتها. وتهدف مناشدة الأونروا السنوية الخاصة بالأزمة الإقليمية السورية إلى تلبية الحد الأدنى من الاحتياجات الغذائية وغير الغذائية لمجتمع لاجئي فلسطين من سوريا الذين لا يزالون يصارعون صعوبات جمة في ضوء النزاع الجاري في سوريا.

ويعتمد لاجئو فلسطين في لبنان بالكامل تقريبا على خدمات الأونروا التي تشمل التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية وخدمات الحماية والبنية التحتية وتحسين المخيمات من جملة أمور أخرى. وعليه، فإن مدارس الوكالة البالغ عددها 65 مدرسة وحرمي مركزها المهني والمراكز الصحية البالغ عددها 27 مركزا وعدد من المنشآت والبرامج الأخرى لا تزال المصادر الرئيسة للخدمات الحيوية لكل من لاجئي فلسطين في لبنان ولاجئي فلسطين من سوريا. ويستفيد حوالي 205,000 شخص من خدمات الأونروا في لبنان سنويا.

 

65 مدرسة تستقبل 36,960 طالب وطالبة

27 مركز صحي بالإضافة إلى 160,000 منتفع

205,000 شخص يستفيدون من خدمات الأونروا

التعليم

بالنسبة للعام الدراسي 2018/2019، كان ما مجموعه 36,960 طالب وطالبة، بمن في ذلك 5,254 لاجئ من فلسطين من سوريا، مسجلون في 65 مدرسة تنتشر في أرجاء لبنان، اثنتان منها تعملان بنظام الفترتين. ومن بين تلك المدارس هنالك تسع مدارس ثانوية، وهي خدمة فريدة لا تقدمها في الأونروا إلا إقليم عمليات لبنان.

وتخدم مدارس الوكالة تلك التي يبلغ عددها 65 مدرسة منتشرة في أرجاء البلاد كمزود رئيس للتعليم لأطفال لاجئي فلسطين في لبنان. ومن أجل تعزيز الإدماج التام لأطفال لاجئي فلسطين من سوريا مع أقرانهم، تم جمع أولئك الأطفال في الصفوف العادية. وبالرغم من التحديات المالية الجارية والظروف الصعبة التي تعمل فيها الأونروا، إلا أن الوكالة ملتزمة بتزويد كافة أطفال لاجئي فلسطين بتعليم نوعي ومتساوي وجامع.

وبالإضافة إلى الحصص العادية، تقدم مدارس الأونروا للطلبة أنشطة خارجة عن المنهاج وإسناد تعليمي وجلسات مشورة ومستلزمات مدرسية.

وكجزء من استراتيجية التعليم في الأونروا في لبنان والمتمثلة بتعزيز آفاق التوظيف لشباب لاجئي فلسطين، فإن مركز تدريب سبلين التابع للأونروا وبحرميه المنفصلين يقدم تعليما وتدريبا فنيا ومهنيا بهدف إعداد الشباب للفرص الوظيفية المتاحة في السوق المحلي. ويقدم مركز تدريب سبلين 30 مساقا شبه مهني وتجاري لطلبته البالغ عددهم حوالي ألف متدرب ومتدربة في حرميه الإثنين اللذان يقعان في جنوب وشمال لبنان.

وفي عام 2017، تم منح مركز تدريب سبلين الاعتمادية من قبل وزارة التربية والتعليم اللبنانية. وعمل ذلك الاعتماد على توسيع نطاق إمكانية خريجي المركز لمواصلة تعليمهم العالي أو للحصول على وظيفة بحملهم شهادة رسمية مثل أي معهد مهني آخر عام أو خاص في لبنان. ومنذ عام 2018، يعمل مختبر ابتكار في مركز تدريب سبلين على تزويد الكلبة بالفرصة لتعزيز مجالات ريادتهم الاجتماعية ومهاراتهم الرقمية والترميزية.

وتقدم مراكز الأونروا لخدمات التوظيف للباحثين عن العمل مشورات فردية والتدريب على كتابة السيرة الذاتية والإرشاد الوظيفي. كما أنها تعمل أيضا على ربطهم بالفرص التوظيفية وتقوم بإحالتهم للتلمذة المهنية ولمزودي التدريب خلال العمل. وتهدف هذه الخدمة إلى المساهمة في التقليل من الفقر والإدماج الاجتماعي للاجئي فلسطين في لبنان من خلال تنمية المهارات والتدريب وتوليد العمالة وخدمات مطابقة الوظائف.

 

الصحة

تغطي الأونروا كلفة خدمات الرعاية الصحية الأولية للاجئي فلسطين في لبنان وللاجئي فلسطين من سوريا في لبنان. وهذا يشمل الرعاية العلاجية العامة مع الاستشارات والعلاجات المجانية، ورعاية صحة الأمومة بما في ذلك رعاية ما قبل الحمل ورعاية ما قبل الولادة وما بعدها وخدمات تنظيم الأسرة ورعاية صحة الطفل التي تتضمن المطاعيم ومراقبة النمو. وعلاوة على ذلك، تقدم الوكالة خدمات الكشف المبكر وإدارة الأمراض غير السارية مع تركيز خاص على السكري وارتفاع ضغط الدم من خلال مراكزها الصحية السبعة والعشرين المنتشرة في أرجاء البلاد. وبشكل سنوي، يقوم موظفو الأونروا الصحيون بتقديم ما يقارب من مليون استشارة طبية لحوالي 160,000 منتفع مسجلون لدى مراكز الأونروا الصحية.

كما تدعم الأونروا أيضا المستويات الثانوية والثالثية للرعاية الصحية. وقامت الوكالة بتعديل سياستها الاستشفائية في لبنان في عام 2016 بهدف تحقيق استدامة أكبر. وجلب التغيير عددا من المنافع الهامة بما في ذلك دعما أكبر للرعاية الثالثية التي لطالما كانت مطلبا قديما للاجئي فلسطين الذين يعيشون في لبنان وتخفيض الاعتماد على الرعاية في المستشفيات الخاصة والتي تميل لأن تكون أكثر كلفة.

كما تساهم الوكالة أيضا في خدمات الاستشفاء الثالثي للحالات الطارئة والمهددة للحياة. وإضافة لذلك، تقدم الأورنوا دعما ماليا لخدمات غرفة الطوارئ في مستشفيات الجمعية الفلسطينية للهلال الأحمر وتغطي بشكل جزئي تلك الخدمات في المستشفيات المتعاقد معها.

واستنادا إلى هدف البرنامج الصحي المتمثل بتحقيق حياة مديدة وصحية، تواصل الأونروا تشغيل صندوق العسر الطبي الذي تم تأسيسه لضمان أن اللاجئين الأشد عرضة للمخاطر يحتفظون بسبل الوصول إلى خدمات الاستشفاء المكلفة بما في ذلك معالجة عدد من الأمراض الكارثية والمزمنة.

 

الإغاثة والخدمات الاجتماعية

يقوم برنامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية في لبنان بمساعدة لاجئي فلسطين الفقراء ويعمل على تعزيز تنمية وزيادة اعتماد الأفراد الأقل حظا من مجتمع اللاجئين على ذاتهم، وخصوصا النساء والأطفال والشباب والأشخاص ذوي الإعاقات وكبار السن. وتقدم الأونروا معونة نقدية فصلية لما مجموعه 61,672 لاجئ من فلسطين في لبنان يعيشون دون مستوى خط الفقر والمسجلون في برنامج شبكة الأمان الاجتماعي – يتسلمون مبلغ 30 دولار كل ثلاثة أشهر – بالإضافة إلى معونة نقدية طارئة لحوالي 29,000 لاجئ من فلسطين من سوريا تشمل معونة نقدية من أجل الغذاء ومعونة نقدية لأغراض متعددة.

كما تقدم الوكالة خدمات مستهدفة للنساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقات، من خلال برنامج الإغاثة والخدمات الاجتماعية وبرامج الأونروا الأخرى أو الشراكات مع منظمات المجتمع المحلي والمنظمات غير الحكومية. كما تدير الوكالة برنامج إقراض ائتماني لدعم المجتمعات يقدم القروض لإنشاء الأعمال التجارية أو لتوسعتها. إن هذا يساعد المنتفعين على متابعة تنميتهم الاقتصادية ويعزز سبل خلق فرص العمل في أوساط مجتمع لاجئي فلسطين. كما يقدم البرنامج أيضا قروضا إسكانية لتحسين الظروف المعيشية للاجئين، نظرا لأن لاجئي فلسطين في لبنان قد عانوا طويلا من ظروف المسكن الرديء ونقص السكن.

 

الصحة البيئية

نتيجة للعدد المتزايد في مخيمات لاجئي فلسطين في لبنان، وخصوصا في أعقاب اندلاع الأزمة السورية، عانت مصادر تزويد المياه وشبكاتها وأنظمة الصرف الصحي والعمليات المتعلقة بإدارة النفايات الصلبة في المخيمات من ضغط إضافي. إن إحدى أكثر الاحتياجات حدة لدى مجتمع لاجئي فلسطين في لبنان تتمثل في الوصول إلى المياه الصالحة للشرب في المخيمات.

واستجابة لذلك، تعكف الأونروا وبدعم سخي من مجتمع مانحيها على رفع سوية أنظمة البنية التحتية في المخيمات من خلال تأمين مصادر مياه إضافية بما في ذلك حفر آبار جديدة وإعادة تأهيل ورفع سوية آبار المياه الموجودة وإيصال المساكن بشبكات تزويد المياه. كما تقدم الوكالة أيضا خدمات إدارة النفايات الصلبة؛ وفي عام 2018 تم إزالة ما يقارب من 59,000 طن من النفايات الصلبة في سائر المخيمات.

 

إعادة تأهيل المساكن

تواجه مخيمات الأونروا في لبنان تحديات مستمرة في إيواء عدد متزايد من السكان داخل بقعة جغرافية ضيقة. وتعاني المخيمات من مساكن متداعية بشدة ومن اكتظاظ وظروف صحة بيئية سيئة. ولغايات معالجة احتياجات المساكن، تتعهد الأونروا بعمليات إعادة تأهيلها باستخدام مخطط نهج المساعدة الذاتية من أجل تعزيز الإحساس بالاعتماد على الذات لدى اللاجئين وللتأثير بشكل إيجابي على صحة ورفاه عائلات لاجئي فلسطين. إن العدد الإجمالي من المناشدات التي يقدمها سكان المخيم من أجل إعادة تأهيل المساكن يبلغ حاليا أكثر من ستة آلاف مناشدة. وفي عام 2018، تم إعادة تأهيل حوالي 285 مسكنا من خلال برنامج الوكالة لإعادة تأهيل المساكن ذاتي المساعدة.

 

الحماية، الوضع القانوني والنصح

إن استجابة الأونروا في لبنان للحماية تركز على تقديم المساعدة لأولئك الأشد حاجة من خلال نهج متعدد الأبعاد يشتمل على: تحديد حالات الحماية وإحالتها، وتقديم خدمات المساعدة القانونية لحوالي سبعة آلاف لاجئ والوصول إلى خدمات المساعدة القانونية لضحايا العنف المبني على النوع الاجتماعي وحماية الطفل، وتقديم إسناد الصحة العقلية والإسناد النفسي الاجتماعي وتعميم الحماية والانخراط مع أصحاب الواجب في الدفاع عن حقوق لاجئي فلسطين. وتنخرط الأونروا في برنامج مستدام للقضاء على العنف ضد الأطفال والعنف المبني على النوع الاجتماعي في كافة منشآتها، وهي تتبع سياسة عدم التسامح على الإطلاق فيما يتعلق بالاستغلال والإساءة الجنسيين بالإضافة إلى المضايقة الجنسية. وعلاوة على ذلك، تركز الوكالة على الحيادية من أجل المحافظة على ثقة جميع من هو مطلوب منهم العمل باستقلالية وسلامة وفعالية، وخصوصا في أوضاع النزاعات أو الأوضاع المشحونة سياسيا.

وفي عام 2018، تم تحديد ما مجموعه 464 قضية حماية، 92% منها تم تزويدها بالمساعدة التي تشمل الإحالات الداخلية أو الخارجية.

وتقوم الأونروا بالدفاع عن إزالة العقبات أمام ممارسة الحقوق الأساسية، بما في ذلك الحق في العمل وفي امتلاك العقار، وإزالة كافة أشكال التمييز في القانون أو الممارسة. ولدى القيام بذلك، تعمل الأونروا بشكل وثيق مع السلطات اللبنانية، وتحديدا لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني في مكتب رئيس الوزراء وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين.