أنت هنا
تجاوز الشدائد: الاستعداد لشهر رمضان بأمل وصمود وسط الأزمة الإنسانية في غزة
بقلم رجاء جديلي
مع اقتراب شهر رمضان المبارك، يستعد لاجئو فلسطين في غزة لفترة من التأمل الروحي والصيام والصلاة. وفي خضم صراعاتهم اليومية، يجد العديد من اللاجئين طرقا للحصول على المال بالإضافة الى مشاركة فرحة الشهر مع مجتمعاتهم. حولت علا أبو سليم، وهي من سكان مخيم دير البلح، شغفها بالفن اليدوي إلى مصدر دخل لعائلتها. من خلال ابتكار زينة وفوانيس رمضانية جميلة، فهي لا تدعم عائلتها فحسب، بل تضيف أيضا إلى الروح الاحتفالية لهذا الشهر.

وبالمثل، تستخدم سحر أبو زكري، التي تعيش في مخيم النصيرات، موهبتها في الخَبزِ لتوفير الخُبز الطازج لجيرانها خلال شهر رمضان، باستخدام فرن الطين التقليدي الذي يحافظ على التراث الثقافي وفي نفس الوقت توفر دخل لأسرتها.
تجدر الإشارة إلى أن وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) تشارك أيضا في الاستعدادات لشهر رمضان المبارك من خلال معلميها وطلبتها في المدارس ومراكز التدريب. منى إبراهيم، معلمة الأونروا في مدرسة ذكور البحرين بغزة، هي مثال واضح على كيفية احتفال معلمي الوكالة بهذا الشهر مع طلابهم. فقد بادرت بتوزيع الفوانيس احتفالا بالشهر وفي نفس الوقت تقوم بتثقيف طلبتها حول أهمية هذه الفترة والعادات الدينية المصاحبة لها.
بشكل مماثل، يقوم مركز تدريب غزة بتزويد الطلاب بمهارات النجارة التي يمكنهم استخدامها لعمل زينة رمضانية مذهلة، مما يسمح لهم بالمساهمة في أجواء الشهر المبهجة مع أسرهم ومجتمعاتهم. إن هذه الجهود التي يبذلها معلمو ومدربو الأونروا تساهم في الاحتفال بشهر رمضان وتساعد على بناء شعور بالانتماء وبالمجتمع لدى أوساط لاجئي فلسطين.
إن تقديم خدمات الأونروا في مجالات التعليم والرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية يعد شريان الحياة للعديد من اللاجئين في غزة. إن دور الوكالة في المساهمة في الروح الاحتفالية لشهر رمضان المبارك يعتبر بادرة إضافية للدعم والتضامن مع هذه المجتمعات المعرضة للمخاطر.
إن مفهوم الصدقة ورد الجميل للمحتاجين هو من صميم شهر رمضان. وبالنسبة للاجئي فلسطين في غزة، الذين يواجهون تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة، فإن ممارسة الزكاة، وإعطاء جزء مما يملك المرء للمحتاجين، تكتسب أهمية خاصة خلال هذا الوقت. إن هذا يعزز الإحساس بالمجتمع والرحمة ويعمل كتذكير بأهمية الكرم والتعاطف في حياتنا.
إن الاستعدادات لشهر رمضان في غزة تظهر إبداع لاجئي فلسطين. وعلى الرغم من مواجهة العديد من التحديات المتداخلة، إلا أنهم يواصلون إيجاد طرق للاحتفال بالشهر مع أسرهم ومجتمعاتهم، والحصول على الدخل، بالإضافة الى المحافظة على التقاليد الثقافية. إن الدعم الذي تقدمه الأونروا والمنظمات الأخرى ضروري لمساعدتهم على اجتياز هذه التحديات وإيجاد الأمل في المستقبل. ومع دخولنا الشهر الفضيل، دعونا جميعا نسعى جاهدين لتجسيد روح المحبة والرحمة التي تكمن في صميمه، ودعم أولئك الذين هم بأمس الحاجة إليها.