أسرة لاجئة من فلسطين تقع في قبضة الانهيار الاقتصادي في لبنان

17 تشرين الأول 2021
فاديا لاجئة من فلسطين تعيش في مخيم البداوي بلبنان مع عائلتها المكونة من أربعة أفراد.

"فقدت طفلتي البالغة من العمر سبعة أشهر لأنها كانت تعاني من مرض في القلب وكان من الصعب تحمل تكاليف متابعتها مع أخصائي بسبب وضعنا المالي الصعب". تلك كانت كلمات فاديا طه (49 سنة) الأم الحزينة التي وقعت في قبضة أسوأ أزمة اقتصادية في لبنان منذ أجيال، حيث أثر انخفاض قيمة العملة وارتفاع التضخم ونقص الوقود والكهرباء على سلامة ورفاهية جميع سكانه، بمن في ذلك أكثر من 210,000 لاجئ من فلسطين من لبنان ولاجئي فلسطين القادمين من سوريا. وقد أثرت الأزمات التي تراكمت منذ عام 2019 على جميع شرائح المجتمع، الأمر الذي ساهم في ارتفاع معدلات البطالة وانعدام الأمن الغذائي. واليوم، يعيش حوالي 73% من الأفراد، وتقريبا ثلاثة أرباع لاجئي فلسطين، تحت خط الفقر.

وفاديا نفسها هي لاجئة من فلسطين تعيش في مخيم البداوي بلبنان مع عائلتها المكونة من أربعة أفراد. يعاني طفلاها قمر وموسى من إعاقة وهي نفسها تعاني من ضعف السمع. كما أنها تعاني من مرض السكري، الذي تتلقى له الأدوية بانتظام من مركز الأونروا الصحي في مخيمها.

أما منير زوجها، فقد خسر وظيفته اليومية في ساحة الخردة بداعي نقص الوقود والكهرباء. كان أيضا معرضا لخطر الإصابة بالتهاب الكبد أو فيروس كوفيد-19 المهدد للحياة. وتقول فادية: "لم يكن قادرا على رؤية ما كان يلمسه في سلة المهملات بسبب الانقطاع الكامل للكهرباء".

لقد أدى الانتشار المتزايد لحالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 في لبنان إلى مزيد من فقدان سبل العيش في أوساط مجتمع لاجئي فلسطين، الذين يعاني أفرادهم بالفعل من الحرمان من الحقوق الاجتماعية والاقتصادية الأساسية بسبب وضعهم المدني. وقد أظهرت دراسة أُجريت في شباط 2021 أن لاجئي فلسطين، الذين يعيش الكثير منهم في مخيمات مكتظة بالسكان ويعانون من سوء الحالة الصحية الأساسية، قد تأثروا بشكل غير متناسب بالجائحة، حيث كان احتمال وفاة لاجئي فلسطين في لبنان بسبب فيروس كورونا أكثر بثلاثة أضعاف.

ونظرا للوضع الاجتماعي الاقتصادي القاسي للأسرة، فإنهم يستفيدون من دعم الرعاية الاجتماعية للأونروا، المسمى شبكة الأمان الاجتماعي، وقد تم إدراجهم في المعونة النقدية الطارئة الأخيرة لتخفيف الأعباء الاقتصادية على لاجئي فلسطين المعرضين للمخاطر في لبنان. وتوضح فادية قائلة: "نحن نعيش في لبنان في وضع سيء وصعب. إننا ننتظر مساعدة الأونروا كل ثلاثة أشهر لشراء الطعام والأدوية لأطفالي، والتي تكلف حوالي مليون ليرة لبنانية (حوالي 50 دولارا) كل شهر. "كيف يمكنني تأمين معيشة أطفالي إذا كان علي الانتظار ثلاثة أشهر لإعطائهم وجبة من اللحم أو لشراء دواء؟"

على الرغم من أن الأونروا في لبنان تكافح من أجل تلبية احتياجات السكان اللاجئين المعرضين للمخاطر، فإن برنامج شبكة الأمان الاجتماعي في الأونروا يؤمن الإغاثة الحيوية لآلاف أسر لاجئي فلسطين. وبموجب هذا البرنامج، تحصل فاديا وعائلتها على 32,5 دولار لكل شخص كل ثلاثة أشهر. أظهرت الأدلة المستمدة من سياقات الطوارئ الأخرى أن المساعدة النقدية المباشرة هي أداة كريمة وفعالة من حيث التكلفة ومرنة لتلبية الاحتياجات العاجلة والملحة للاجئين المعرضين للمخاطر في أوقات الأزمات. تعزز المساعدة النقدية قصيرة الأجل استراتيجيات التكيف الفردية وتمكن العائلات اللاجئة من تخصيص الموارد المالية الشحيحة لأولويات أسرهم. وقد حصلت الأونروا على تمويل لجولة واحدة من المساعدات النقدية الإضافية التي تستهدف الفئات الأشد عرضة للمخاطر بمن في ذلك الأطفال (0-18 سنة)، والأشخاص ذوي الإعاقة، وكبار السن، والأسر التي تعاني من ظروف صحية. تهدف الأونروا إلى توسيع هذا الدعم ليشمل فئات أخرى من لاجئي فلسطين في لبنان إذا سمح التمويل بذلك.

وتختتم فاديا بالقول: "إن الأزمة اللبنانية تؤثر علينا بشكل سيء، تماما مثلما تؤثر على اللبنانيين أنفسهم، بل وأكثر من ذلك. نأمل أن يتأهل المزيد من لاجئي فلسطين للحصول على المساعدة المنتظمة، كما ونطلب من الأونروا الاستجابة لطلبات الناس للوصول إلى برنامج شبكة الأمان الاجتماعي باعتباره السبيل الوحيد لضمان حياة آمنة وكريمة".

ومن أجل تلبية الطلب المتزايد على المساعدة الاقتصادية، بدأت الوكالة في طرح المساعدة النقدية لتوفير الإغاثة الاقتصادية للاجئي فلسطين في لبنان. واعتبارا من 3 أيلول، ستتلقى عائلات الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 0-5 سنوات وأيضا بين 6-18 سنة 40 دولارا أمريكيا كمعونة نقدية من خلال مكاتب البريد اللبناني. كما تم توفير هذه المعونة النقدية لعائلات الأشخاص ذوي الإعاقة المسجلين لدى الأونروا، وكذلك للاجئي فلسطين الذين يعالجون من مرض الثلاسيميا والسرطان والفشل الكلوي. وعلى أية حال، فإن هذه جولة مساعدة لمرة واحدة ولا تلبي الاحتياجات الحقيقية للمجتمع.

يمكنكم معرفة المزيد عن النهج الشامل الذي تتبعه الأونروا لمعالجة الطبيعة متعددة الأبعاد للفقر هنا.