اختر السعادة وابق محافظا على الأمل: الأونروا في لبنان تعيد الأنشطة الترفيهية إلى البيت

20 كانون الأول 2021
طلاب مدرسة مزار التابعة للأونروا في شمال لبنان يستلمون مجموعات PSS الخاصة بهم. الحقوق محفوظة للأونروا ، 2021 ، تصوير ميسون مصطفى

منذ إغلاق المدارس في شباط 2020، كان طلاب الأونروا يتعلمون بشكل شبه حصري من المنزل فيما بقيت الأنشطة الترفيهية واللامنهجية معلقة. ومع فترات التعلم الطويلة عن بعد، تأثرت التجارب التعليمية للأطفال ورفاههم بشكل كبير. وفي حين أن المدارس تعزز التعلم الأكاديمي، فهي تعمل أيضا على رعاية النمو الاجتماعي والعاطفي للأطفال. مع تقدمنا خلال العام الدراسي 2021-2022، يواجه الأطفال والعائلات في كافة أرجاء لبنان تحديات متزايدة مع زيادة انتشار المتحور دلتا من فيروس كورونا، ويستمر الاقتصاد في الانهيار، مما يؤدي إلى تفاقم المصاعب المالية للأسر، ويصبح الوقود أكثر ندرة وانقطاع الكهرباء متكررا بشكل أكبر.

يهدف برنامج الإسناد النفسي الاجتماعي التابع لدائرة التربية والتعليم في الأونروا إلى تحسين الرفاه العام لأطفال لاجئي فلسطين وضمان سلامتهم وحمايتهم ورعايتهم. ومنذ أوائل عام 2020، عانى الأطفال من الحرمان من فرصة اللعب والتفاعل الاجتماعي والتفاعل مع أقرانهم وفقدان فرص الترفيه بسبب إجراءات الإغلاق. علاوة على ذلك، فإن معظم العائلات لا تملك الوسائل لتأمين أطفالها بالألعاب أو الأنشطة الترفيهية. وفي ضوء الصعوبات المتزايدة، تم توزيع مجموعة أدوات ترفيهية نفسية اجتماعية مناسبة للعمر ومحايدة على صعيد النوع الاجتماعي على الطلاب، بما في ذلك مجموعات خاصة للأطفال ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة. وقد تم توفير هذه المجموعات لتعزيز الرفاه النفسي الاجتماعي للطلاب وللتخفيف من تأثير الصدمات والضغوط التي يواجهها الأطفال وعائلاتهم خلال هذه الأوقات العصيبة.

وتصف مريم زهني، منسقة التعليم في الأونروا، والتي تدير برنامج الإسناد النفسي الاجتماعي وعمل مستشاري المدرسة، "مجموعة أدوات الإسناد النفسي الاجتماعي" بأنها "حزمة من العناصر للأطفال والمراهقين، تتكون من ألعاب معرفية وترفيهية لتعزيز التعبير عن الذات والوعي والتركيز والذاكرة والمهارات الحسية الحركية والاجتماعية، علاوة على توفير الفرص لمشاركة الأقران والأسرة. تهدف تلك المجموعات إلى إحداث تغيير إيجابي في حياة الأطفال، وكسر الروتين أثناء تواجدهم في المنزل، ومساعدة كل من الأطفال ومقدمي الرعاية على حد سواء على التكيف مع الظروف العصيبة والمشاركة بشكل إيجابي مع بعضهم البعض في المنزل".

وكان قد تم توزيع المجموعات المزخرفة بشعار "اختر السعادة، ابق محافظا على الأمل" على أكثر من 32,000 طفل من لاجئي فلسطين في لبنان في العام الدراسي 2020-2021، وتألفت من ألعاب مثل سكرابل والشطرنج والدمى اليدوية، بالإضافة إلى كتب تلوين ومستلزمات فنية وحرفية مساعدة على التركيز الذهني، من جملة أشياء أخرى. وقد تم توزيع هذه المجموعات بفضل التمويل السخي من الاتحاد الأوروبي والوكالة الفرنسية للتنمية.

بالإضافة إلى فوائدها للأطفال، توفر المجموعات أيضا الراحة لمقدمي الرعاية من خلال منح أطفالهم منافذ بناءة لطاقتهم وإبداعهم، خاصة خلال الفترات الطويلة في المنزل. ففي حين أن جميع الأطفال في كافة أرجاء لبنان قد تأثروا بالوضع في البلاد، فقد تضرر لاجئو فلسطين في لبنان بشكل خاص، حيث تعاني العائلات من ضغوطات مالية ونفسية اجتماعية وعاطفية كبيرة ويتعرض الأطفال لمزيد من العنف ومخاطر الحماية.

وتقول فرح، التي تدرس ابنتها في مدرسة مرج بن عامر في مخيم عين الحلوة في صيدا: "إن مجموعة الأدوات جميلة جدا! ابنتي سعيدة جدا وكذلك شقيقها. أفضل شيء في المجموعة هو أن الألعاب مخصصة للمشاركة، لكي يلعبها الأشقاء معا في المنزل. إن هذا يساعد على تحسين تعاونهم ويقوي محبتهم لبعض. إنهم يقومون بمساعدة بعضهم البعض ويطورون مهاراتهم معا. لقد أحببت جودة الألعاب والأوصاف المتضمنة في المجموعة، مما ساعدنا على فهم فوائد لعب كل لعبة، أي بمعنى أن هذه اللعبة تركز على هذه المهارة، وتساعد هذه اللعبة على تطوير قدرات الطفل في هذا المجال وما إلى ذلك. لقد عملت تلك المجموعات على وضع السعادة في قلوب أطفالنا".

وفي أعقاب توزيع الحقائب، قام المرشدون المدرسيون في الأونروا بمشاركة الأنشطة مع الطلاب ومقدمي الرعاية لتقديم المزيد من الإرشادات حول كيفية الاستخدام الخلاق والفعال للعناصر الموجودة في الحقيبة في المنزل معا. وتم تشجيع مقدمي الرعاية على الانخراط بشكل إيجابي مع أطفالهم في الأنشطة بنية أن يعمل اللعب معا على مساعدة الأطفال ومقدمي الرعاية على حد سواء في التعامل مع ضغوط الحياة اليومية والمشاركة بشكل إيجابي معا. وطوال ذلك الوقت، يواصل برنامج الإسناد النفسي الاجتماعي التابع للأونروا تنفيذ تداخلات تكميلية لدعم رفاهية الطلاب خلال هذا الوقت الصعب. بالإضافة إلى المجموعات، يقوم مرشدو المدرسة بشكل روتيني بإجراء "مكالمات رعاية" لمراقبة رفاهية الطلاب، علاوة على عقد جلسات استشارية فردية وجماعية وجلسات توعية مع الطلاب ومقدمي الرعاية حول مجموعة من الموضوعات ذات الصلة.