أنت هنا
الأونروا تؤمن أن بمقدورك تحقيق أحلامك
عندما دخلت منى غرفة صفها لتقديم امتحانات نهاية العام للصف التاسع في مدرسة يافا التابعة للأونروا في مخيم النيرب للاجئي فلسطين في سوريا، وجدت مفاجأة على مقعدها: كان هناك عمل يدوي الصنع- بطاقة حظ مرفقة بهدية صغيرة. "حتى الآن، عندما كنت أفكر في المدرسة، كانت تزورني دائما ذكريات الحرب. هذه المفاجأة بالرسالة الجميلة هي ما سأحمله في قلبي من الآن فصاعدا وما سأتذكره من مدرسة الأونروا. أنا ممتنة جدا لجميع المعلمين الذين ساعدوني في الوصول إلى ما أنا عليه الآن".
إن تلك الرسائل المشجعة والهدايا الصغيرة المفاجئة هي جزء من مبادرة "الأونروا تؤمن أن بمقدورك تحقيق أحلامك"، والتي نفذتها فرق الحماية والتعليم في الأونروا في سوريا في حزيران 2021 بتمويل من صندوق سوريا الإنساني، وذلك بهدف تعزيز صمود لاجئو فلسطين في سوريا من خلال توفير الحماية والخدمات المجتمعية.

من خلال هذه المبادرة، قام معلمو الأونروا والمتطوعون فيها من المجتمع المحلي على مدار عدة أيام وبكثير من الحب والرعاية بإعداد مئات بطاقات الحظ السعيد المصنوعة يدويا ووضعها على مقاعد الطلاب جنبا إلى جنب مع هدية صغيرة. تم تنظيم ذلك في ثلاث مدارس تابعة للأونروا في مدينة حلب ومخيم النيرب للاجئين لجميع طلاب الصف التاسع البالغ عددهم 415 طالبا وطالبة والذين اجتازوا امتحاناتهم الوطنية في المنطقة الشمالية في حزيران الماضي، بعد أن أمضوا سنواتهم الدراسية بأكملها مع الأونروا أثناء الصراع. لقد كانت طريقة المعلمين والمجتمع في الاعتراف بكيفية قيام طلبة الأونروا، مرارا وتكرارا، بإثبات أنهم يجعلون المستحيل ممكنا، وأن الأمر يستحق دائما المضي قدما وأنه، حتى في أحلك الأوقات، يمكن للأبواب أن تفتح مرة أخرى.
وفي هذا العام، كان الطلاب قلقين بشكل خاص بشأن امتحانات تخرجهم. كان العديد من الطلاب قد نزحوا أو فقدوا أفراد عائلاتهم أو أصدقائهم وكان كل واحد منهم يحمل ذكريات مؤلمة. وحتى لو كانوا قادرين على مراجعة مواد الدراسة خلال فصول الدعم التي تم تنظيمها لهم على مدار الشهر السابق للامتحانات، فإن جائحة كوفيد-19 قد تسببت إلى حد كبير في اضطراب عامهم الدراسي الأخير مضيفة المزيد من التوتر والمخاوف، الأمر الذي يجعل الحاجة الماسة بالفعل للدعم النفسي الاجتماعي أعلى.

في ظل هذه الخلفية، لقيت هذه المبادرة استحسان المعلمين والطلاب على حد سواء: "لقد كان من دواعي سرورنا أن نظهر لهم ثقتنا بأننا نؤمن بنجاحهم"، يقول السيد أحمد حواش، مدير مدرسة ذكور عكا التابعة للأونروا في مخيم النيرب. مضيفا بالقول: "لن أنسى أبدا الابتسامات على وجوه الطلاب عندما اكتشفوا المفاجأة، بل وأكثر عندما قرأوا الرسائل".
والأونروا تدرك الدعم المستمر الذي يقدمه صندوق سوريا الإنساني لتقديم خدمات الطوارئ لما مجموعه 438,000 لاجئ من فلسطين يقدر أنهم لا يزالون في سوريا، 91% منهم يعيشون في حالة فقر مدقع فيما 40% منهم نازحون داخليا.