المستشار المهني يساعد اللاجئين الشباب على تأسيس أنفسهم

03 أيار 2011
أبريل 2011 
مخيم حمص للاجئين - سوريا
 
 

تبدأ فداء عوض كل يوم في مكتبها في حمص بأكوام من السير الذاتية المتراكمة على مكتبها وكلها من متقدمين من مخيمات اللاجئين المجاورة أملاً بالحصول على مساعدتها في إيجاد فرصة عمل.
 
تقول فداء: "في الشهر المثالي أعمل عادة مع حوالي 30 موكلاً".
 
وبصفتها مدير إرشاد مهني في مشروع دعم الشباب فإنها ترى كل أنواع الباحثين عن العمل من رجال ونساء وحديثي المراهقة ومهنيين ممن لهم سنوات من الخبرة وخريجي جامعات وعمال يوميين. إلا أنه بالرغم من هذه الفئات المتنوعة ترى الجميع يبحثون عن شيءٍ واحد: العمل.
 

مشروع دعم الشباب

إن مشروع دعم الشباب الذي يموله الاتحاد الأوروبي يشهد بداية جهد طويل المدى تبذله الأونروا لخلق آفاق أفضل للاجئين الفلسطينيين الشباب في سوريا. يركز هذا المشروع على مرافقة الشباب خلال انتقالهم من المدرسة إلى العمل ويعتمد في ذلك على خبرة الأونروا الكبيرة في التدريب المهني والإرشاد الوظيفي وتطوير القيادة الشبابية. يعمل المشروع مع الشباب اللاجئين من عمر 13 حتى 35 عاماً وذلك من خلال بناء مهنهم وتطوير مهاراتهم وتعزيز فكرة المشاريع الذاتية الصغيرة.
 
تقول فداء: "إنني أعمل على ربط الباحثين عن العمل بالوظائف المناسبة بناءً على مؤهلاتهم وأولوياتهم وبالطبع بناءً على الفرص المتاحة لهم".
 
يكمن التحدي الرئيسي بالنسبة لفداء في إعداد الباحثين عن العمل حتى يصبحوا مستعدين لاجتياز مقابلة العمل بنجاح. قد يستغرق الأمر للبعض منهم جلسة استشارية واحدة وورشة عمل جماعية واحدة أو اثنتين، أما البعض الآخر فقد يحتاج إلى سبع جلسات استشارية مع ست ورشات عمل جماعية.
 

مفهوم جديد

عندما يدخل الباحثون عن العمل إلى المركز يأمل معظمهم أن يغادر وقد ضمن العمل في جيبه. فبدلاً من أن يجدوا عملاً جاهزا يتوجب عليهم أن يتدربوا على ذلك وأن يتعلموا مهارات جديدة وبعض الخيارات. تقول فداء: "الاستشارة المهنية مفهوم جديد في سوريا ومعظم الناس لا يفهمون حقيقة عملنا".
 
فبالإضافة إلى التحديات التي تواجهها فداء مع الباحثين عن العمل هناك أيضاً التحديات مع القطاع الخاص: "إن الكثير من الشركات الخاصة لديها حاجات حقيقية لمهارات وخلفيات معينة. إلا أنهم ليس لديهم دائماً قسم للموارد البشرية قادر على وضع وصف للعمل الاحترافي".
 
وخلال سعيها لوضع متدربيها في أفضل الوظائف الممكنة، تحتاج فداء أن تجد طرقاً خلاقة لربط الهوة بين حاجات أصحاب العمل والمهارات التي يقدمها الباحثون عن العمل.
 
تقول فداء: "إن الشباب، ولاسيما غير المتزوجين، معرضين فعلاً أن يفقدوا صبرهم خلال عملية الإعداد وبالتالي يتوقفون عن المجيء إلى المركز لمجرد عدم الشعور بالطمأنينة".
 

حالات صعبة

ومع ذلك تجد فداء أن أصعب الحالات هي حالات الشباب المعاقين. "فقد واجهوا الكثير من الصعوبات في الحصول على التعليم وربما يكونوا قد تم تهميشهم من قبل عائلاتهم. وفي مكان العمل يجب عليهم أن يكونوا مستعدين ليعانوا من الصور النمطية السلبية السائدة".
 
ومع ذلك، وبالرغم من هذه التحديات المحبطة، إلا أن فداء تألقت بألوان النجاح.
 
"تقول فداء لدي الكثير من الأمثلة على قصص النجاح ولكنني أتذكر فتاة شابة أجبرت – نتيجة الفقر المدقع – أن تترك المدرسة. ووجدنا لها عملا في مصنع. وبعد سنتين بعد أن أسست نفسها ووفرت بعض المال عادت إلى التعليم وطورت مهنتها".
 

بناء المستقبل

إن قصصاً كهذه تثبت لفداء أن عملها يمضي أبعد من مجرد إيجاد فرصة عمل لمتدربيها في مخيم حمص. "أؤمن وبشدة أن ما أقوم به يبني قدرة شبابنا لبقية حياتهم".
 
إن انتصارات كهذه – تقول فداء – "تجعلني أشعر بالقوة والاستعداد للتغلب على كافة التحديات وإحداث فرق في حياة الناس."
 

لمحة حول الاتحاد الأوروبي :

علم الاتحاد الاوروبيالاتحاد الاوروبي يعتبر من أكبر داعمي ومقدمي المساعدات الدولية للاجئين الفلسطينيين. على مدى العقد الماضي، قدم الاتحاد الأوروبي ما يزيد عن مليار يورو لوكالة الغوث الدولية (الاونروا). وقد مكن هذا الدعم عمل الاونروا على تعزيز التنمية البشرية للاجئين الفلسطينيين الأكثر عوزا في غزة والضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا.
 
لمعرفة المزيد عن مساعدات الاتحاد الأوروبي للفلسطينيين، يمكنك زيارة الموقع ( أوروبا).
  
للتبرع للأونروا ، اضغط هنا

النص من إعداد ترافيس لوري