اليوم العالمي للصحة النفسية 2021 – لاجئو فلسطين الشباب يساعدون في مداواة مجتمعاتهم، كل مخيم على حدة

10 تشرين الأول 2021
آية كريزم، مرشدة في مدارس الأونروا، تقوم بأنشطة رياضية مع طلبة الأونروا في مدرسة ذكور غزة الجديدة. الحقوق محفوظة للأونروا، 2021. تصوير محمد حناوي

قضى ستة وستون طفلا في النزاع الأخير في غزة فيما نزح حوالي 113,000 فلسطيني خلال الأيام الأحد عشر الدامية [1]. إن الأثر الدائم لهذه الجولة الأخيرة من العنف يفاقم الصدمة الموجودة بالفعل من النزاعات السابقة ومن الحصار المستمر المرهق على قطاع غزة. لقد عاش أكثر من مليوني فلسطيني ممن يتخذون غزة وطنا لهم خلال أربعة حروب في السنوات الثلاث عشرة الماضية، وقد أضافت هذه الجولة الأخيرة من الأعمال العدائية طبقة أخرى من الضيق النفسي على السكان الذين يعانون بالفعل من الصدمات.

وهنالك عدد مقلق من سكان غزة، من بينهم ما يقرب من 600,000 من الأطفال والشباب، تبدو عليهم أعراض الكرب الشديد وهم معرضون لخطر الإصابة بأمراض نفسية وإظهار أعراض الضيق الحاد.

وقامت الأونروا بتنفيذ برامج الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي للتخفيف من تكاليف الصحة النفسية الناشئة عن الحاجة المتزايدة لإسناد الصحة النفسية المتولدة لدى سكان غزة. واشتملت تلك البرامج على جلسات الإرشاد الفردية والجماعية، والخطوط الساخنة لإسناد الصحة النفسية، وجلسات ما بعد المدرسة، وأنشطة المخيم الصيفي (المحافظة على روعة الأطفال) الذي استمر في غزة طوال شهر تموز 2021 واستهدف ما مجموعه 150,000 طفل.

وفي هذا اليوم العالمي للصحة النفسية، تؤكد الأونروا على أهمية عيش حياة كريمة وخالية من عنف الحرب، مذكرة بأن الحق في الصحة والتعليم والحياة الكريمة مكرس بوضوح في القانون الدولي لحقوق الإنسان. كما تشيد الأونروا بالجهود الشجاعة التي يبذلها المتخصصون في رعاية الصحة النفسية مثل أولئك الذين هم على الخطوط الأمامية لتقديم الخدمات في غزة. لقد شارك العديدون منهم في الأنشطة الصيفية في غزة "المحافظة على روعة الأطفال" هذا العام، حيث قدموا دعمًا نفسيا اجتماعيا حيويا لعشرات الآلاف من الأطفال المصابين بصدمات نفسية.

هدى كارت، مرشدة في مدارس الأونروا، تقوم بأنشطة رياضية مع طالبات الأونروا في مدرسة رمال علم الابتدائية المختلطة الأولى. الحقوق محفوظة للأونروا، 2021. تصوير محمد حناوي
هدى كارت، مرشدة في مدارس الأونروا، تقوم بأنشطة رياضية مع طالبات الأونروا في مدرسة رمال علم الابتدائية المختلطة الأولى. الحقوق محفوظة للأونروا، 2021. تصوير محمد حناوي

كانت هدى كارت، وهي مرشدة مدرسية، فخورة بالعمل مع برنامج المحافظة على روعة الأطفال في الصيف الماضي؛ حيث قالت: "إن المساعدة في رسم الابتسامة على وجوه الأطفال أمر جيد للغاية. لقد ساعدت تلك الأنشطة الأطفال على تخفيف الضغط النفسي الذي يشعرون به".

ووفقا لهدى، فإن مجموعة الأنشطة والألعاب المتنوعة المتوفرة في برنامج المحافظة على روعة الأطفال قد ساهمت بشكل كبير في حل المشكلات السلوكية، وخاصة السلوكيات المتعلقة بالتنمر. "بصفتي مرشدة، أفهم أن الأوقات العصيبة التي مر بها الأطفال في غزة خلال نزاع أيار قد تسببت في صدمة نفسية"، تقول هدى.

 

هدى كارت، مرشدة في مدارس الأونروا، تقوم بأنشطة ترفيهية مع طلبة الأونروا في مدرسة رمال علم الابتدائية المختلطة الأولى. الحقوق محفوظة للأونروا، 2021. تصوير محمد حناوي
هدى كارت، مرشدة في مدارس الأونروا، تقوم بأنشطة ترفيهية مع طلبة الأونروا في مدرسة رمال علم الابتدائية المختلطة الأولى. الحقوق محفوظة للأونروا، 2021. تصوير محمد حناوي

لم يقتصر عمل هدى الحيوي في برنامج المحافظة على روعة الأطفال على معالجة الأعراض السلوكية للضيق، فقد تم تكليفها أيضا بمهمة توصيات الإحالة للأطفال الذين يحتاجون إلى دعم فردي إضافي. "بدت إحدى الفتيات اللواتي شاركن في المخيم قلقة للغاية وغير آمنة. حاولت قضاء المزيد من الوقت معها وعلمت أنها كانت شاهدا مباشرا على حادث صادم وقع في أيار. لقد أولاها فريق المرشدين في المدرسة اهتماما إضافيا، مما ساعدها على الانخراط في أنشطة جماعية". لاحظت هدى تغيرا إيجابيا في تفاعلات الطلبة بعد ذلك.

 

آية كريزم، مرشدة في مدارس الأونروا، تقوم بأنشطة ترفيهية مع طلبة الأونروا في مدرسة ذكور غزة الجديدة. الحقوق محفوظة للأونروا، 2021. تصوير محمد حناوي
آية كريزم، مرشدة في مدارس الأونروا، تقوم بأنشطة ترفيهية مع طلبة الأونروا في مدرسة ذكور غزة الجديدة. الحقوق محفوظة للأونروا، 2021. تصوير محمد حناوي

آية كريزم هي مرشدة مدرسية مميزة أخرى لدى الأونروا، تم توظيفها للعمل مع الأطفال خلال مخيم المحافظة على روعة الأطفال لعام 2021. “كنت أنا وفريقي متعاونين للغاية لضمان السلامة والرفاهية النفسية لأطفال لاجئي فلسطين. لقد استخدمت مجموعة متنوعة من الأساليب لمساعدتهم على تخفيف توتراتهم ومخاوفهم. من الرسم والتلوين إلى الدبكة وكرة القدم وكرة السلة والتمثيل. لقد وجد الأطفال فرحة كبيرة في المشاركة في كل هذه الأنشطة"، تقول آية.

 

آية كريزم، مرشدة في مدارس الأونروا، تقوم بأنشطة رياضية مع طلبة الأونروا في مدرسة ذكور غزة الجديدة. الحقوق محفوظة للأونروا، 2021. تصوير محمد حناوي
آية كريزم، مرشدة في مدارس الأونروا، تقوم بأنشطة رياضية مع طلبة الأونروا في مدرسة ذكور غزة الجديدة. الحقوق محفوظة للأونروا، 2021. تصوير محمد حناوي

تعتقد آية أن المشاركة في أنشطة برنامج المحافظة على روعة الأطفال لم تساعد الأطفال على الاستمتاع فحسب، بل أثرت أيضا بشكل إيجابي على حياتهم ومهاراتهم الاجتماعية. "من أنجح الأنشطة التي أجريتها مع الأطفال كانت إقامة حفل زفاف تقليدي. جعلت الأطفال يرتدون ملابس تقليدية وعلمتهم غناء الأغاني الفلسطينية القديمة. لقد استمتعوا بها كثيرا!"

 

الدكتور إياد زقوت رئيس وحدة الصحة النفسية والإسناد النفسي الاجتماعي. الحقوق محفوظة للأونروا، 2021. تصوير محمد حناوي
الدكتور إياد زقوت رئيس وحدة الصحة النفسية والإسناد النفسي الاجتماعي. الحقوق محفوظة للأونروا، 2021. تصوير محمد حناوي

عمل الدكتور إياد زقوت، رئيس وحدة الصحة النفسية والإسناد النفسي الاجتماعي في الأونروا، عن كثب مع مرشدي المدارس أثناء تنفيذ أنشطة برنامج المحافظة على روعة الأطفال وشدد على أهمية إقامة أنشطة البرنامج في مدارس الأونروا، والتي ترمز إلى سلامة وأمن الآباء والأطفال على حد سواء. وبعد الإغلاق المطول للمدارس بسبب جائحة كوفيد-19 والهجوم العسكري في أيار، احتاج الأطفال إلى الاستقرار والألفة. "تمت صياغة هذه الأنشطة لتشمل المهارات الحياتية. ومن خلال التأكيد على العمل الجماعي والتسامح وحل المشكلات، كنا نأمل في تزويد هؤلاء الأطفال بالمهارات التي يحتاجون إليها بوصفهم ضحايا ناجين من العنف"، قال الدكتور إياد.

وأشار الدكتور إياد إلى أنه من بين 150,000 طفل وشاب شاركوا في أنشطة برنامج المحافظة على روعة الأطفال، تم اعتبار حوالي 98,500 شخص منهم على أنهم متضررين بشدة بالاعتداء وبحاجة إلى رعاية صحية نفسية إضافية.

ولا تزال الأونروا ملتزمة بمعالجة احتياجات رعاية الصحة النفسية للاجئي فلسطين في غزة. إننا نشكر المانحين الذين مكنوا الأونروا من تعزيز برامجها الخاصة بالصحة النفسية والإسناد النفسي الاجتماعي والمعلمين والمرشدين ومنسقي المخيمات الذين جلبوا هذه البرامج إلى الحياة لآلاف الأطفال والشباب من لاجئي فلسطين. شاهد المزيد من أنشطة برنامج المحافظة على روعة الأطفال في الفيديو أدناه.


[1]  البيانات من مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، تقرير حماية المدنيين 24-31 أيار 2021