بناء الصمود: كيف يعمل مرشدو الإسناد النفسي الاجتماعي في الأونروا على مساعدة الأطفال للتعافي من النزاع

12 تموز 2018
المشاركون يتبادلون أفضل الممارسات في تقديم الدعم النفسي الاجتماعي لأطفال لاجئي فلسطين في مدارس الأونروا في ورشة عمل لبناء القدرات لمستشاري الدعم النفسي الاجتماعي في مركز الأونروا للتدريب في دمشق ، سوريا © 2018 تصوير الأونروا من قبل إياد فاعوري.

تركت السنوات السبع من الصراع في سوريا بصمتها على البلاد بأكملها، إلا أن لاجئي فلسطين الذين كانوا أصلا أحد الجماعات الأكثر عرضة للمخاطر في المجتمع قبل النزاع قد كانوا من ضمن الأشد تضررا. لقد فقد العديدون من أطفال لاجئي فلسطين منازلهم وفي بعض الأحيان خسروا فردا من أفراد الأسرة أيضا. وعانى الجميع من التشرد والصدمة والخوف الشديد وتعطل حياتهم الاعتيادية. ويقول غيدران نجم الذي يعمل مرشدا للإسناد النفسي الاجتماعي في مدرسة رشيد محي الدين التابعة للأونروا في دمشق بأن "الآثار النفسية للنزاع السوري الذي طال أمده كانت مدمرة بالنسبة للعديدين من الذين تضرروا منه. إن الأطفال أصلا عرضة للمخاطر. لقد ارتفعت معدلات عمالة الأطفال وزواج القاصرين بشكل كبير منذ بداية النزاع".

والأونروا ملتزمة بتوفير تعليم نوعي جامع لكافة أطفال لاجئي فلسطين. إن تأمين الإسناد النفسي الاجتماعي يعد عنصرا رئيسا في عملية تقديمها للتعليم في كافة مدارس الأونروا، إلا أن الإسناد النفسي الاجتماعي يصبح أكثر أهمية في أوقات الطوارئ ويعد جزءا أساسيا في برنامج الأونروا للتعليم في حالات الطوارئ. ويوجد الآن مرشدون للإسناد النفسي الاجتماعي في كافة مدارس الأونروا في سوريا وذلك من أجل تعزيز آليات التأقلم الإيجابية لدى الأطفال والمساعدة في بناء صمودهم وصمود مجتمع لاجئي فلسطين الأوسع.

كما ويعد التطوير المهني المنتظم المفتاح لضمان أن مرشدي الإسناد النفسي الاجتماعي في الأونروا يتمتعون بالمهارات التي تمكنهم من مساعدة الأطفال على النمو بالرغم من الواقع الصعب الذي يعيشون فيه، ومواصلة التعلم والتحلي بالأمل من أجل المستقبل. "نحن بحاجة لأن نفهم بيئة الطفل والتحديات التي يواجهها. إن التدريب الذي توفره الأونروا قد عمل على إعدادنا للتحديات التي أمامنا وزودنا بالمعرفة وبالأدوات لأداء دورنا بفاعلية"، تقول ديما دنان مرشدة الإسناد النفسي الاجتماعي والتي تعمل في مدرسة محمود يوسف عيسى التابعة للوكالة في دمشق.

وكانت دينا واحدة من 54 مرشد للإسناد النفسي الاجتماعي من الأونروا كانوا قد اجتمعوا لحضور ورشة عمل في مركز تدريب دمشق في الأول من أيار من عام 2018. وهدفت الورشة إلى تعزيز قدرة المرشدين على تحديداحتياجات الحماية والاحتياجات النفسية الاجتماعية لطلبة الأونروا في سوريا علاوة على الاستجابة لها. وتفحص المشاركون قضايا حمائية متعددة، اشتملت على زواج القاصرين وعمالة الأطفال والإساءة للطفل واستغلاله إلى جانب العنف المستند للنوع الاجتماعي. إن كافة تلك القضايا قد شهدت تصاعدا بسبب النزاع الممتد في سوريا.

بدوره، قال محمد خليل طعمة الذي يعمل مرشدا للإسناد النفسي الاجتماعي بأن "الإسناد النفسي الاجتماعي يعنى بمساعدة الأفراد على التأقلم مع الظروف الصعبة والتغلب عليها. ومن خلال التدريب الذي قدمته الأونروا، تعرفت على المفاهيم الرئيسة ومبادئ الإسناد النفسي الاجتماعي". وأضاف طعمة قائلا: "لقد تعلمت عددا من التقنيات التي ساعدتني على زيادة وعي المجتمع حيال كيفية دعم الأطفال في المنزل". إن هذه التقنيات تركز على بناء مرونة أطفال لاجئي فلسطين من أجل المحافظة على الأمل بالمستقبل على الرغم من تجاربهم.

وبفضل تمويل سخي من الحكومة البلجيكية، تمكنت الأونروا من الوصول للمزيد من الطلبة في مدارس الأونروا الذين هم بحاجة كبيرة إلى إسناد نفسي اجتماعي وذلك من خلال توظيف المزيد من مرشدي الإسناد النفسي الاجتماعي علاوة على بناء قدرات المرشدين الحاليين والجدد على حد سواء.

ويقول الطلاب بأنهم يشعرون بالفارق، حيث تقول ريناس حسين التي تدرس بالصف السابع في مدرسة اليرموك التابعة للأونروا في مخيم قبر الست للاجئين والتي ترأس برلمان الطلبة في مدرستها أنه وخلال "جلسات الإسناد النفسي الاجتماعي فإننا نشعر بالراحة لأن مرشدي الإسناد النفسي الاجتماعي يسمحون لنا بمشاركة أفكارنا ومشاكلنا ويستمعون جيدا لنا. كما أننا نستطيع أن نشاركهم الشواغل التي تقلقنا أيضا". وتضيف ريناس قائلة: "نحن نستمتع بأنشطة الإسناد النفسي الاجتماعي مثل اللعب الجماعي والرياضات والفن والرسم. وأنا دائما أدعو صديقاتي للانضمام إلى نشاطات الإسناد النفسي الاجتماعي تلك".