تعزيز رفاه أطفال لاجئي فلسطين من خلال الإسناد النفسي الاجتماعي

18 تشرين الأول 2022
ريم غنام، الداعمة النفسية الاجتماعية في الأونروا، والتي تعمل في مدرسة فلسطين التابعة للأونروا في أليانس بدمشق، تجلس مع مجموعة من الفتيات الصغيرات من لاجئات فلسطين، وتشركهن في أنشطة نفسية واجتماعية. الحقوق محفوظة للأونروا، 2022

في يوم مشمس، تجلس طالبات الصف الثامن في دائرة في فناء مدرسة فلسطين التابعة للأونروا في منطقة أليانس بدمشق ويعملن بشغف على تحديد الصفات التي يعجبون بها في قدوتهن. تهدف اللعبة، وهي واحدة من الأنشطة الإبداعية للإسناد النفسي الاجتماعي للطلاب، إلى توجيه أفكارهم وطاقتهم في اتجاه إيجابي.

وعلى مقربة، هنالك مجموعة أخرى متحمسة من الطالبات يجتمعن في دائرة كبيرة لإعداد محاكاة من المشاعر المختلفة.  تختار كل طالبة عاطفة تريد تقديمها. تساعد الطالبات بعضهن البعض على ممارسة تعبيرات الوجه الواضحة ووضعية الجسم التي تتناسب مع العاطفة التي اخترنها ويتناوبن في التعبير عن عواطفهن.

لقد كان للصراع المستمر منذ 11 عاما في سوريا تأثير مدمر على كل جانب من جوانب الحياة بالنسبة للاجئي فلسطين الذين بقوا في البلاد والبالغ تعدادهم 438,000 لاجئ. وقد تأثر أطفال لاجئي فلسطين بشكل خاص بالأزمة، حيث ظهرت عليهم علامات التوتر والقلق، والتي غالبا ما تكون ناجمة عن النزوح المطول وتدهور الظروف الاجتماعية والاقتصادية والتي تفاقمت بسبب جائحة كوفيد-19. ولم يعرف هؤلاء الأطفال شيئا في نشأتهم سوى الصراع وتأثروا بشدة بأحداثه بطرق مختلفة.

ويؤكد الطلاب المشاركون أن هذه المبادرات النفسية الاجتماعية توفر وسيلة للتعبير عن الذات والتحفيز، وتمكنهم من تطوير مهاراتهم في التواصل والعمل الجماعي، وتعطي الفرصة للنظر إليهم والاستماع لهم. كما أنهم يشعرون بأن البيئة المدرسية آمنة وبأنهم يستمتعون بالتفاعل مع أقرانهم في مكان محمي.

تبلغ آية قدورة من العمر ثلاثة عشر عاما، وهي واحدة من الأطفال الذين نزحوا مع عائلتها من مخيمات اليرموك ويعيشون في منطقة الأليانس. وتقول آية: "إن جلسة الإسناد النفسي الاجتماعي تمنحني المزيد من الثقة. إنها تساعد في جميع الأعمال التي أقوم بها هنا في مدرستي ومنزلي وتمنحني الكثير من الطاقة. كما أن الأنشطة التي تنظمها الداعمة النفسية الاجتماعية في المدرسة تحفزني وتقلل من قلقي وتساعدني على التعبير عن مشاعري". وبالإضافة إلى الأنشطة النفسية الاجتماعية والترفيهية، تشارك آية أيضا في جلسات التوعية حول مواضيع مثل المتفجرات من مخلفات الحرب.  "حصلت على المعلومات من الداعمة النفسية الاجتماعية ثم ذهبت وعلمت إخوتي وأخواتي ووالدي"، تقول آية.

وتقول ريم غنام الداعمة النفسية الاجتماعية في الأونروا: "لقد أحدث برنامج الإسناد النفسي الاجتماعي العديد من التغييرات الإيجابية في البيئة المدرسية من خلال مساعدة الطلاب على تحديد احتياجاتهم الفورية ونقاط قوتهم وقدراتهم على التعامل مع الأزمة".

وتجدر الإشارة إلى أن الأونروا تقدم أنشطة الإسناد النفسي والاجتماعي لحوالي 50,000 طالب وطالبة مسجلين في 103 مدارس تديرها الوكالة في سوريا، وقد أصبح هذا التدخل ممكنا بفضل الجهات المانحة مثل الاتحاد الأوروبي.

والاتحاد الأوروبي هو اتحاد اقتصادي وسياسي يضم 27 دولة أوروبية. وهو يقوم على قيم احترام كرامة الإنسان وحريته وديمقراطيته والمساواة وسيادة القانون واحترام حقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق الأشخاص المنتمين إلى أقليات. وهو يعمل على الصعيد العالمي لتعزيز التنمية المستدامة للمجتمعات والبيئة والاقتصاد، بحيث يتسنى للجميع الاستفادة.