حدائق الصحة النفسية: الأونروا تكتشف طرقا جديدة لإدماج العافية مع فضاءات تخفيف التوتر للاجئي فلسطين في سوريا

04 تشرين الثاني 2021
طارق يتجول في حديقة مخيم النيرب التابعة للأونروا في سوريا. الحقوق محفوظة للأونروا، 2021

أصبحت مرافق الأونروا رمزا للسلامة والسلام للاجئي فلسطين في سوريا. فبعد نجاتهم من أكثر من عشر سنوات من الصراع، يحتاج لاجئو فلسطين إلى مساحات آمنة ومستقرة يمكنهم التجمع فيها كمجتمع وتطوير هواياتهم واستكشاف إبداعاتهم. طارق الشلبي هو عامل توزيع تابع للأونروا في مخيم النيرب بالقرب من حلب في سوريا. إن التزامه تجاه لاجئي فلسطين يتعدى مسألة توزيع الغذاء.

يريد طارق أن يغادر كل من يأتي إلى مركز التوزيع بابتسامة على وجوههم وربما حتى بعض الأعشاب المزروعة في الحديقة أو الزهور الملونة. أنشأ طارق حديقة بالقرب من مركز توزيع النيرب التابع للأونروا لتكون مكانا يتجمع فيه لاجئو فلسطين أثناء انتظارهم للطرود الغذائية. وهو يعمل على المحافظة على المساحات الخضراء على مدار العام وقد قام بزراعة قطعة الأرض الصغيرة بحب. وبالإضافة إلى تقليم الحديقة وصيانتها، يقوم طارق بزراعتها على مدار العام، مع التأكد من زراعة الشتلات على مدار العام، مما يضمن الإزهار والحصاد الطازج والملون في كل موسم. لقد كان المشهد الملون والدائم الخضرة إضافة شهيرة تجلب الفرح للكثيرين. يتم تقاسم حصاد الحديقة بين أفراد المجتمع وموظفي الأونروا والزوار المهتمين بمركز التوزيع. إن لاجئي فلسطين الذين يأتون إلى المركز للحصول على طرودهم الغذائية غالبا ما يبقون لقضاء وقت في الحديقة. وفي فترات الراحة، يجتمع الموظفون أيضا مع أكواب من الشاي بالنعناع الطازج من الحديقة. أما طلاب التدريب المهني في الأونروا، الذين يتشاركون المساحة أيضا، فهم غالبا ما يستخدمون الحديقة كخلفية ملونة لصورهم.

 

عمار أبو حميدة ومحمود علي يعتنيان بالحديقة في مخيم النيرب. الحقوق محفوظة للأونروا، 2021

 

مثلما هو طارق، فإن عمار أبو حميدة ومحمود علي، عاملا الصرف الصحي في الأونروا في مخيم النيرب، يعتنيان بالمناطق الخضراء في مدارس الأونروا. إنهم يستخدمون أوقات فراغهم للتأكد من أن تلك المساحات الثمينة، صغيرة كانت أم كبيرة، تظل مهذبة ومزدهرة. لقد لاحظوا أن النباتات والزهور تجلب الراحة للطلاب والعاملين في مجال التعليم، وجميعهم ناجون من عدة سنوات من الصراع في سوريا. وقد أشادت الأونروا بعملهم الجاد من خلال رسائل التقدير. قال عمار: "نحن ممتنون للغاية وفخورون بهذا. لكن تقديرنا الأثمن هو رؤية الأطفال - أطفالنا من المخيم - يشاهدون الحدائق الصغيرة، ويشمون الأعشاب ويبتسمون للزهور. يسعدنا نقل قيمة الطبيعة والبيئة، كما يسعدنا المساعدة في توفير مساحة آمنة يمكن للأطفال فيها اللعب والشعور بالسعادة".

إن انتشار مشاكل الصحة النفسية والقضايا النفسية الاجتماعية تشكل مصدر قلق متزايد للاجئي فلسطين. في العديد من أقاليم عمليات الأونروا، يتعرض الأطفال والبالغون للعنف والصراع والنزوح. وما يزيد الأمر تعقيدا وجود مجموعة متنوعة من العوامل الخارجية، بما في ذلك الفقر والبطالة وانعدام الأمن الغذائي والقمع والإقصاء. وما لم تتم معالجتها، فإن الضائقة النفسية الاجتماعية يمكن أن تؤدي إلى مرض عقلي، وسلوك غير صحي وخطير، وتعاطي المخدرات، وانخفاض التحصيل الأكاديمي.

 

إن العمل الإنساني الذي تقوم به الأونروا يمكن أن يكون متطلبا على الصعيد الجسدي والعاطفي والنفسي. وعلاوة على ذلك، يتم تقديم المساعدة بشكل متزايد في ظل ظروف غير آمنة ومهددة للحياة، تشمل جولات الصراع المتعددة في غزة وهدم المنازل في الضفة الغربية المحتلة والصراع المستمر في سوريا. لقد طورت الأونروا أنشطة الصحة العقلية والنفسية الاجتماعية التي تشمل تنمية المهارات الحياتية للأطفال، والإرشاد والتوجيه الفردي والجماعي والتوعية العامة وتثقيف الكبار حول آليات التكيف الإيجابية. بالإضافة إلى ذلك، تهدف الأونروا إلى تأسيس نظام من شأنه بناء قدرة الموظفين الرئيسيين على الاستجابة للحالات الفردية للصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي، إما بشكل مباشر - من خلال التداخلات المركزة وغير المتخصصة أو الإحالات الداخلية المنسقة و/أو من خلال الإحالات الخارجية عند الحاجة.