ضمان الحصول على تعليم شامل في مدارس الأونروا في الضفة الغربية بدعم من صندوق "التعليم لا ينتظر": علي، طفل فلسطيني لاجئ يتعايش مع إعاقته ويحلم بأن يصبح طبيباً!

25 آذار 2022
علي عرابدة، 7 سنوات، هو لاجئ فلسطيني يتعايش مع إعاقته، وهو طالب في مدرسة الجلزون التابعة للأونروا رفقة والدته. 2022 عدسة لوكريزيا فيتوري  ©

كان يومًا من أبرد  أيام شهر كانون الثاني في مخيم الجلزون للاجئين، الذي يقع على بعد بضعة كيلومترات شمال مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة. على الرغم من الأمطار الغزيرة التي كانت تهطل على مدرسة الجلزون التابعة للأونروا ، لم تمنع ظلمة الجو وقتامته ضحكات الأطفال داخل الفصل الدراسي الملون باللونين الأخضر والأصفر، حيث جلس علي، من الصف الأول، وزملائه يلونون كراسات الرسم المفضلة لديهم. يعاني علي عرابدة ذو السبع سنوات، وهو لاجئ فلسطيني من مخيم الجلزون للاجئين، من إعاقة حركية؛ مع ذلك يحب علي دراسة اللغة الإنجليزية ولديه مخططات كبيرة لمستقبله.

"هوايتي المفضلة هي حفظ أسماء الأدوية. عندما أكبر، أحلم أن أصبح طبيباً!" يقول علي.

في محاولة للتغلب على بعض المخاوف، حرص السيد مصطفى، وهو مدير مدرسة الجلزون الأساسية للبنين ، على طمأنة والدة علي بأن المدرسة وطاقمها، بما في ذلك المرشدين التربويين، سيكونون دوماً داعمين لعلي. تروي والدة علي، ربا: "لم تكن الأمور بتلك البساطة في بداية الأمر؛ أما الآن، أشعر بارتياحٍ كبير بعد الاجراءات التي اتخذها المعلمون في المدرسة في سعيهم لحصول علي على فرصٍ كتلك المتاحة لزملائه".

لم تكن الأمور بتلك السهولة في بداية الأمر؛ أما الآن، أشعر بارتياحٍ كبير بعد الإجراءات التي اتخذها المعلمون في المدرسة في سعيهم لحصول علي على فرصٍ كتلك المتاحة لزملائه"، تقول ربا، والدة علي. 2022 عدسة لوكريزيا فيتوري  ©


تُعد مدرسة الجلزون الأساسية للبنين واحدةً من 19 مدرسة تابعة لوكالة الغوث "الأونروا" التي تتلقى دعماً من صندوق "التعليم لا ينتظر" من خلال "برنامج  القدرة على الصمود المتعدد السنوات" المخصص لدولة فلسطين. يسعى برنامج "التعليم لا ينتظر" لدعم وتوفير فرص الحصول على تعليم جيد وآمن وشامل للأطفال والشباب المتضررين من الصراع في مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة. من خلال هذا المشروع، يستفيد حوالي 7,724 طفل في مدارس الأونروا التسعة عشر المستهدفة والواقعة في مناطق الخليل والمناطق المصنفة ج والقدس الشرقية.

بفضل الدعم السخي من برنامج "التعليم لا ينتظر"، تمكنت مدرسة الجلزون الأساسية للبنين من إجراء أعمال صيانة في 29 فصل دراسي، وشراء الأثاث والمعدات اللازمة لإنشاءِ الغرفِ الصفية التفاعلية الملونة - كتلك التي يدرس فيها علي-  والتي تُعتبر بمثابة وسائل تعليمية مساعدة ورائعة للمعلمين بعيداً عن بيئة الفصول الدراسية التقليدية. كما تّعد مكاناً ملائماً للتعلم من خلال اللعب، بالإضافة لكونها أكثر سهولة للوصول للطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة  إذا ما قورنت بالكراسي والأدراج الثابتة الشائعة في الفصول الدراسية في مدارس الأونروا. كما سيمكّن الأثاث الجديد الطلابَ أمثال علي من المشاركة في الأنشطة جنبًا إلى جنب مع زملائه. يعبّر علي عن حبه لهذه الغرف التفاعلية قائلاً بحماسة: "أستطيع الجلوس إلى جانب صديقي أمير على طاولتنا الملونة باللون الأزرق. في بعض الأحيان، نستطيع أيضاً الجلوس على الطاولة الصفراء سوياً".

من خلال "برنامج القدرة على الصمود المتعدد السنوات"، استهدف صندوق "التعليم لا ينتظر" 19 مدرسة تابعة للأونروا في الضفة الغربية لتزويدها بالأثاث والمعدات والتدريبات الضرورية لإنشاء غرفٍ صفيةٍ تفاعليةٍ وملونة كغرفة علي. 2022 عدسة لوكريزيا فيتوري  ©
من خلال "برنامج القدرة على الصمود المتعدد السنوات"، استهدف صندوق "التعليم لا ينتظر" 19 مدرسة تابعة للأونروا في الضفة الغربية لتزويدها بالأثاث والمعدات والتدريبات الضرورية لإنشاء غرفٍ صفيةٍ تفاعليةٍ وملونة كغرفة علي. 2022 عدسة لوكريزيا فيتوري ©

 

إن برامج كبرنامج "التعليم لا ينتظر" في غاية الأهمية لتحقيق الهدف الرئيسي لوكالة الغوث "الأونروا" والمتمثل في تطبيق نهج تعليمي شامل وعالي الجودة داخل مدارسها؛ فبرامج كهذا البرنامج تضمن أن يتمكن مدراء المدارس والمعلمون والمرشدون التربويون من تقديم الخدمات الأساسية والدعم الإضافي اللازم لتطوير إمكانيات كل طالب من اللاجئين الفلسطينيين. تهدف الأونروا إلى تحقيق ذلك بتحسين الممارسات والأساليب المتبعة داخل الفصول الدراسية ومن خلال استخدام لغة شاملة واتباع سلوكيات إيجابية.

استطاع زملاء علي في الصف الأول دمجه بشكل كامل في جميع أنشطتهم في سن مبكرة ، ما أدى إلى إيجاد علاقات قائمةٍ على الدعم والمساندة مع زملائه في الفصل. يقول علي بسعادة غامرة:"إحدى لحظاتي المفضلة هي وقت اللعب، حيث يجري أصدقائي في الملعب وأجري معهم".وتضيف والدة علي: "يحب علي ذلك لأن أصدقائه يأخذونه في أرجاء الملعب مع كرسيه المتحرك حتى يتمكنوا من اللعب سوياً"

زملاء علي يرافقونه ووالدته ربا إلى الخارج مع نهاية اليوم الدراسي. ©2022 عدسة لوكريزيا فيتوري
زملاء علي يرافقونه ووالدته ربا إلى الخارج مع نهاية اليوم الدراسي. ©2022 عدسة لوكريزيا فيتوري
syria_achievements_in_2021.pdf

لضمان قدرة الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة على تحقيق كامل إمكاناتهم، تسعى استراتيجية التعليم الشامل المتبعة في مدارس وكالة الغوث إلى تزويد الطلاب بالدعم الاجتماعي والنفسي. بفضل الدعم المقدم من برنامج "التعليم لا ينتظر"، تمكنت الأونروا من توظيف مرشدين نفسيين واجتماعيين لتطبيق هذه الاستراتيجية. وقد تجلى نجاح هذا على وجه التحديد في حالة علي، حيث تلقى الدعم اللازم من المرشد النفسي والاجتماعي لضمان دمجه بالكامل في الأنشطة الاجتماعية، الأمر الذي يعدّ ضرورة ملحة لعلي، هذا الطفل الاجتماعي والودود مع جميع الطلاب بصرف النظر عن أعمارهم.

كون علي طالباً لاجئاً من ذوي الاحتياجات الخاصة يفرض عليه العديد من التحديات. فعلى الرغم من أن المدرسة تمكنت من تزويده بكرسي متحرك وغرفة خاصة، إلا أنها ليست مجهزة بشكل كامل حتى الآن لتكون متاحة لاستخدام الطلاب الذين يعانون من إعاقات. ونظرًا لأن المدرسة تفتقر إلى المصاعد الكهربائية ومخارج الطوارئ ، وكلاهما ضروري لعلي، ستكون هناك حاجة إلى دعم إضافي لتسهيل حصول علي على تعليمه.

إن قصة علي ما هي إلا درس رائع يُظهر كيف يمكن للدعم من أجل الحصول على تعليم شامل ومُنصف أن يُحدث تغييراً داخل مجتمعاتنا. تؤكد منار بشارات، وهي مسؤولة خدمات مخيم الجلزون، أن علي يقود بالفعل تحولاتٍ كبيرة داخل مخيم الجلزون للاجئين، وتقول بفخر: "بفضل علي، يدرك الآن 600 طالب وطالبة في هذه المدارس أن الطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة يستطيعون التعلم والتواصل والتواجد مع أقرانهم كأي طالبٍ آخر". وتضيف قائلة: "لقد منحَنا علي فرصةً كبيرة؛ أومن بشدة أنه من خلال مساعدة علي بداية من الصف الأول فصاعداً، سيكون بمقدورنا مساندته حتى وصوله إلى المرحلة الجامعية ومساعدته في تحقيق حلمه في أن يصبح طبيباً مشهوراً".

"هوايتي المفضلة هي حفظ أسماء الأدوية!" يحلم علي بأن يصبح طبيباً حين يكبر.©2022 عدسة لوكريزيا فيتوري
"هوايتي المفضلة هي حفظ أسماء الأدوية!" يحلم علي بأن يصبح طبيباً حين يكبر.©2022 عدسة لوكريزيا فيتوري

 

 “My favorite hobby is to memorize the names of medicines!” When he grows up, Ali dreams to become a doctor. © 2022 UNRWA Photo by Lucrezia Vittori

 

بدعم من :