طالبات أصبحن نجوما بعد أن كن متسربات من المدرسة

08 آذار 2010
 8 مارس 2010
 
صيدا ، لبنان
 
هنادي خلال التقاط صورةولاء وهنادي هم صديقات مقربات جدا، ترعرعوا وكبروا معا في مخيم عين الحلوة، القريب من مدينة صيدا في لبنان، كلاهما ترك المدرسة في عمر صغير جدا، وقبل فترة طويلة من إكمال تعليمهم، مما سبب لديهم انخفاض الطموح والثقة بالنفس.
 
تقول هنادي : "كوني اعاني من صعوبات في تحصيلي العلمي، ورسوبي المتكرر في الفصل، وسجل الأداء المنخفض الذي اعاني منه، كل هذه الاسباب جميعها دفعتني الى ترك المدرسة والبقاء في المنزل". وأضافت "شعرت بأن حياتي قد انتهت، وان مستقبلي قد دمر مما جعلي افقد الأمل تماما. "
 
لحسن حظي كانت المساعدة في متناول اليد من خلال برنامج يختص بالمتسربين من المدارس، والذي تديره الأمم المتحدة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) ، وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.
 
ولاء تمارس عملها في الاستوديوأوضحت ولاء : " كنت قد بقيت في المنزل لمدة ستة أشهر دون الذهاب الى المدرسة وحتى من دون وظيفة، حتى دعاني مدير المدرسة للقاء مسؤولين عن هذا المخطط، حيث قدموا لي الخيار بين أمرين : إما العودة إلى المدرسة، أو الانخراط في التدريب المهني في تخصص اختاره بنفسي لتوجيهي لمهنة معينة، وبعد التفكير اخترت العمل من أجل الحصول على مؤهل في التصوير الفوتوغرافي والتحرير ".
 
التحقت الصديقتان معا الى نفس البرنامج والذي كانت مدته حوالي سنة واحدة، قاموا خلالها بالتعلم والدراسة والقيام بالتدريب العملي في أحد استوديوهات التصوير الفوتوغرافي والذي يعمل بشكل كامل، وها هما اليوم، كلاهما سعيدتان بعملهم في استوديو يقع في مدينة صيدا.
 
فإذا نظرنا إلى الوراء، هل حقا الفتيات سعداء بالخيارات التي اتخذوها منذ تسربهم من المدرسة؟ عقبت هنادي " ان هذا البرنامج وبلا شك قد استطاع مساعدتها على استعادة الثقة بنفسها والحصول على يد العون في اختيار المهنة. حيث قالت : "أنصح الجميع بتعلم مهنة معينة في حال لم يتمكنوا من مواصلة الدراسة الأكاديمية". أما بالنسبة لولاء فقالت : " انا سعيدة جدا بعملي في هذا المجال، لان العمل في مهنة مرتبطة بالفن شيء جميل فعلا".
 
اما مدير الاستوديو الذي تعمل الفتيات به قال : " انا اشعر بالرضى على الموظفين الجدد، حيث ان ولاء وهنادي سريعتا التعلم ولديهم طاقة وحيوية كبيرة، ولديهم تفاني واندفاع شديد للتحسن والارتقاء في هذه المهنة".
           
ومن ناحيتها أعربت هنادي في تقديم ختامي عن شكرها لبرنامج المتسربين من المدارس، حيث قالت: "لقد تغيرت حياتي نحو الافضل، ولأني اخرج للعمل كل يوم، فقد استعدت الأمل من جديد، وأنا اليوم أعرف قيمة وجودي في المجتمع".