عيد بطعم الحلوى

24 تشرين الأول 2013
Young volunteers prepare ma'moul for Jaramana residents

سوريا

بينما كانت أصوت الآذان تعلو مناديةً لصلاة العيد في دمشق سارعت مجموعة من الشبان بالتوجه إلى مخيم جرمانا للاجئين الفاسطينيين بدلاً من التوجه لمنازلهم لقضاء عطلة العيد مع عائلاتهم حيث تطوع هؤلاء الشباب لصنع حلوى العيد التقليدية (المعمول) وتوزيعها على اللاجئين الفلسطينيين الذين اتخذوا من مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أماكن إقامة لهم بعد أن تركوا منازلهم بسبب الصراع الدائر في سوريا.

قالت صفاء محمود إحدى المتطوعات: "بالنسبة للعديد من عائلات اللاجئين الفلسطينيين المهجرة أصبحت حلوى العيد وتبادل الهدايا أمراً صعب المنال إذ يبقى العيد ناقصاً بدون حلوى". فيما اجتمع سبعون شاباً وشابة وقد شمروا عن سواعدهم لمزج الطحين والملح والسكر والزيت معاً ومسحوق الخبيز يملؤن المكان بصوت ضحكاتهم و برائحة المعمول.

لقد جسد حماس ودعم المتطوعين الشباب روح عيد الأضحى الذي يعـد احتفالاً إسلامياً مهماً يمجّد العطاء باسم الله تعالى.  كان الاحتفال بالعيد لهذا العام أمراً هاماً في ضوء الأحداث الجارية فبدونه كان الأمر بالنسبة للكثير من هذه العائلات مجرد يوم آخر من النزوح والضياع و فقدان الأمن والإحباط.

صمم هؤلاء المتطوعون الشباب على جعل هذه العطلة ذكرى مفرحة من وحي ما تعلموه في دورة خضعوا لها ضمن مشروع دعم الشباب التابع للأونروا الذي يموله الاتحاد الأوروبي والذي يهدف إلى مساعدة الشباب على تطوير مهاراتهم والمشاركة في مبادرات مجتمعية.  لقد حفزّت هذه الدورة روح التحدي عند الشباب وشجعتهم على العمل معاً للتخطيط لخبرات نوعية وتقييمها والتي كانت إحدى نتائجها "مبادرة كعك عيد" التي قدمت المعمول إلى ألفي لاجىء فلسطيني مهجر.

يقول ماهر محيلان أحد الشباب المتطوعين الذي يبلغ من العمر 23 سنة والعرق يتصبب من جبينه حاملاً صواني الحلوى لخبزها: "إن تقديم الحلوى يجعل العيد مميزاً للعائلات المحتاجة التي تأثرت بالصراع الحالي.  لقد كنت أرغب في تقديم المساعدة لمشروع خير وأنا ألآن في وضع يساعدني على فعل ذلك".

تعتبر مبادرة الشباب أمراً مهماً للاجئين الفلسطينيين القادمين من مخيمات اليرموك والسبينة والحسينية الذين تجمعوا معاً في مخيم جرمانا.  قالت أم أحمد إحدى اللاجئات المقيمات في المركز: "إن التخطيط لعيد سعيد أمر صعب إذا كنت لاتملك مالاً كافياً للاحتفال به بشكل مناسب مع أطفالك وخاصة إذا كنت تعاني من التهجير".  وأضافت قائلة: "أفضل مايميز هذه المبادرة هو رؤية الفرح في عيون الأطفال وهم يتناولون الحلوى. لقد بدت السعادة على وجوه الجميع وأتمنى أن تكون هذه التجربة قد أنستهم مخاوفهم وهمومهم ليوم ٍ واحد على الأقل".