أنت هنا
قصة نزهة: حياة حطمها زلزال
"لم أشعر أبدا بأي شيء من هذا القبيل طوال حياتي. لم أكن أستطيع الوقوف. لقد اهتززنا بشدة، مثل طفل في المهد"، تقول نزهة طروية (67 عاما)، وهي تتذكر الزلزال الذي ضرب منزلها في مخيم اللاذقية للاجئي فلسطين في شمال سوريا قبل شهر، في 6 شباط. كانت نزهة تتابع أخبار الزلزال في تركيا على هاتفها المحمول عندما شعرت بسريرها يهتز. "ارتديت ردائي وركضت إلى الباب للهروب من المبنى. اعتقدت أنني سأموت، لكن كان من المستحيل الخروج. كان هناك غبار وحطام في كل مكان وكان من الصعب التنفس".
أسقط الزلزال مبنى جيرانها المكون من أربعة طوابق، مما أسفر عن مقتل 24 من سكانه، بينما تم إنقاذ بعضهم. "كان الناس يصرخون أخرج. عليك أن تغادر المنزل والمنطقة"، تقول نزهة مضيفة: "حدث كل شيء بسرعة كبيرة، أنني لا أستطيع حتى وصفه".
كانت نزهة تعيش بمفردها في الطابق الأول من المبنى. وعلى الرغم من أن المبنى لا يزال قائما، إلا أن لجنة فنية اعتبرته غير صالح للسكن؛ فهو قد ينهار إذا ضربت المنطقة هزة أخرى. اضطرت نزهة إلى الخروج، تاركة كل شيء وراءها. "أنا قلقة فقط على قوت يومي. معي بطاقة هويتي وبطاقة تسجيل الأونروا. هذا كل ما أملك"، تقول نزهة.

وتوضح نزهة أنها وضعت كل مدخراتها من العمل كمدرسة للغة الإنجليزية في إحدى المدارس الحكومية في اللاذقية في هذه الشقة. وتقول وهي تكابد عواطفها: "لقد عشت أنا وعائلتي في هذه الشقة لمدة عام واحد فقط. المبنى بأكمله جديد".
بعد نجاتها من هذه الكارثة الطبيعية، تناشد نزهة تقديم المساعدة التي تشتد الحاجة إليها. "تستمر الهزات الارتدادية عدة مرات في اليوم ويعيش الناس الآن في سياراتهم لأنهم يخشون أن يقتلوا في زلزال آخر. هناك صدمة نفسية واسعة النطاق في أعقاب الزلزال والهزات الارتدادية المستمرة" تقول نزهة مضيفة: "كانت الحاجة إلى المساعدات الإنسانية عالية حتى قبل وقوع الزلزال. بالكاد تغلبنا على الصدمة وتأثير الصراع الذي طال أمده في سوريا. أنا سعيدة لكوني على لا زلت على قيد الحياة ولكني محطمة أيضا لأن شقتي قد دمرت. ومع ذلك، فإننا نحاول أن نبقى أقوياء".
لقد عانى مخيم اللاذقية من خسائر كبيرة في الزلزال الذي دمر وألحق أضرارا بمنازل لاجئي فلسطين، ما أجبر العديد من السكان على العيش في ملاجئ جماعية أو مع أقاربهم، مثل نزهة. "في البداية، انتقلت للعيش مع ابنتي وعائلتها، لكننا انتقلنا الآن إلى شقة أخرى لأن شقتها تعرضت أيضا لأضرار"، تقول نزهة. لقد كلفها الزلزال حياتها الجيدة وجميع ممتلكاتها، بما في ذلك قواميسها وقصصها التي كتبتها. إن نزهة متقاعدة كانت تعيش حياة مريحة، وهي قد عادت الآن إلى المربع الأول.
وكانت التقارير قد أفادت بمقتل ثمانية لاجئين من فلسطين في اللاذقية جراء الزلزال، فيما أصيب تسعة آخرون. وحتى الآن (28 شباط)، تم تقييم تعرض 35 مبنى لأضرار بالغة. وبسبب الهزات الارتدادية المستمرة والقلق من حدوث المزيد من الانهيارات، فإن ما يصل إلى 112 عائلة لاجئة من فلسطين تواصل البحث عن ملجأ لها في ملاجئ الأونروا.
وهناك حاجة مستمرة للحفاضات والمواد الغذائية (التي تشمل المياه والسلال الغذائية والوجبات الجاهزة للأكل) ومواد التنظيف. وهنالك الأولوية لمستلزمات الأطفال للنساء الحوامل؛ حيث تقوم الأونروا بتوزيع هذه المواد بشكل مستمر.
وفي الذكرى الشهرية الأولى للزلزال في 6 آذار، ستقوم الأونروا بإطلاق نداءها العاجل المنقح لمساعدة لاجئي فلسطين الذين تضرروا في سوريا.