أنت هنا
لحظات فرح لأطفال من عين التل
كان شهر آب الماضي شهرا خاصا لأطفال لاجئي فلسطين في مخيم عين التل للاجئين شمال شرق مدينة حلب السورية. لقد دأبوا ومنذ عودتهم إلى المخيم في عام 2017، على قضاء الصيف وهم محاطون بالأنقاض. يعد مخيم عين التل، الذي كان في يوم من الأيام مسكنا لما مجموعه 7,000 نسمة، واحدا من أكثر مخيمات لاجئي فلسطين تضررا في سورية. حوالي 70 بالمئة من المخيم قد تعرض للتدمير الكامل، فيما لحقت أضرار جزئية بالمناطق المتبقية.
ولكن هذا العام كان مختلفا. فخلال شهر آب بأكمله، نقلت حافلات الأونروا حوالي 120 طفلا إلى مخيم النيرب القريب، حيث نظم موظفو فريق الحماية والأخصائيون الاجتماعيون والمتطوعون المجتمعيون ناديا صيفيا ترفيهيا خصيصا لهم. وشملت الأنشطة ألعابا ومسابقات رياضية، وجلسات توعية، بما في ذلك بشأن المتفجرات من مخلفات الحرب.
ولا تزال المتفجرات من مخلفات الحرب مستمرة في حصد أرواح المدنيين في جميع أنحاء العالم، بمن فيهم لاجئو فلسطين في المخيمات والمناطق المتضررة من النزاع في سورية. وإضافة لذلك، فإن التهديد الذي يشكله تفجير الأجهزة المتفجرة المرتجلة لا يزال مدعاة للقلق.
للأسف، تذكر المشاركون في المخيم الصيفي الأحداث المأساوية التي حدثت في آب من عام 2021، عندما فقد أحد أصدقائهم حياته في انفجار متفجرات من مخلفات الحرب في المخيم. انضم الأطفال الأربعة الآخرون الذين أصيبوا في نفس الحادث إلى أنشطة المخيم الصيفي لهذا العام.
"أتذكر خوفهم وصدمتهم كما لو كان ذلك حدث بالأمس"، يقول هيثم، وهو أخصائي اجتماعي في الأونروا وأحد منظمي المخيم الصيفي مضيفا القول: "إنه لمن دواعي الارتياح أن نرى الابتسامات على وجوههم مرة أخرى. يمكننا أن نقدم لهم القليل من الإحساس بالحياة الطبيعية، لمحة عن الطفولة، حتى لو حياتهم قد تأثرت إلى الأبد".
وقال كل من فايز وحسين، وكلاهما طالبان في الصف السابع في مدرسة ميخائيل كاشور التابعة للأونروا في حلب، إنهما يفكران في ذلك الصديق طوال الوقت. "نتمنى لو كان محمد معنا عندما لعبنا كرة القدم والألعاب المائية. لقد شعرنا بالأمان، وكنا سعداء".
من جهتها، قالت ميرفت أبو راشد، رئيس مكتب منطقة الشمال في الأونروا: "إنني ممتنة للغاية لأننا تمكنا من تنفيذ هذا النادي الصيفي لأطفال مخيم عين التل، وذلك بفضل الجهود المشتركة لموظفي الأونروا وأفراد المجتمع. إننا جميعا نرغب في القيام بنفس الأنواع من الأنشطة في مخيم عين التل نفسه في المستقبل، بمجرد إعادة تأهيل مدرستنا واستقبال الأطفال مجددا".
بفضل تبرعات المانحين السخية، تواصل الأونروا إعطاء الأولوية لجلسات التوعية بالدعم النفسي الاجتماعي والتوعية بالمتفجرات من مخلفات الحرب، وتحديدا للأطفال الذين يعيشون في المناطق التي تضررت بشدة من جراء النزاع، بما في ذلك مخيمات لاجئي فلسطين في عين التل واليرموك ودرعا. وكجزء من مشروع "دعم لاجئي فلسطين في سوريا من خلال خدمات الصحة والحماية"، الممول من الحكومة الإيطالية، فإن حوالي 26,350 لاجئا من فلسطين، بمن فيهم الطلاب والمعلمون وأفراد المجتمع، سيتعرضون لجلسات التوعية بالمتفجرات من مخلفات الحرب التي هناك حاجة ماسة لها.