أنت هنا
مشروع تعديل المنازل في سوريا يجلب الأمل لذوي التحديات الخاصة من لاجئي فلسطين
أثبت مشروع مدروس لتعديل المنازل تم تطويره بشكل مشترك من قبل الأونروا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي قدرته على تغير حياة العشرات من لاجئي فلسطين في سوريا من ذوي التحديات الخاصة. ومن بين هؤلاء خالد قاسم من مخيم سبينة للاجئين في جنوب دمشق. أصبح خالد مشلولا تماما من الخصر إلى أسفل بعد إجراء عملية جراحية خاطئة، وكان خبر التأكيد على أنه مؤهل لإجراء تعديلات على منزله أول خبر سار يتلقاه منذ سنوات: "شعرت بسعادة وحماس شديدين"، يقول خالد.
في بداية الحرب، نزح خالد وعائلته إلى مركز صحنايا الجماعي في دمشق. وعندما عادوا إلى منزلهم في سبينة بعد خمس سنوات، وجدوه منهوبا وخاليا من أي من أساسيات الحياة. في هذا الوقت كان على خالد الخضوع لعملية جراحية في العمود الفقري من شأنها أن تغير حياته إلى الأبد.
وبسبب وضعه، كان خالد مؤهلا لمشروع الأونروا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الخاص بتعديل المنازل للمساعدة الذاتية للأشخاص ذوي التحديات الخاصة. وعندما اتصل به أحد الأخصائيين الاجتماعيين في الأونروا حول احتياجاته، أعطى خالد الأولوية لتركيب حمام تم تكييفه لتلبية احتياجاته الخاصة. وشملت التعديلات مقعد مرحاض غربي ودرابزين ومكان للاستحمام. وقد أصبح خالد الآن قادرا على استخدام الحمام بشكل مستقل، دون الاعتماد على مساعدة أي شخص.
وقال خالد وهو راض بشكل واضح عن هذا الحل: "أشعر براحة أكبر الآن لأنني لم أعد بحاجة إلى المساعدة عندما أريد استخدام الحمام. ولولا دعم الأونروا، لكان الأمر سيستغرق مني أكثر من 25 عاما لتعديل حمامي بالطريقة تمكنني من استخدامه بكرامة"، مضيفا: "هناك العديد من الأشخاص من ذوي التحديات الخاصة يعيشون في المخيم. إن حياتهم أصعب من حياتنا. وعلى الأونروا أيضا أن تدعم هؤلاء الأشخاص بأي مساعدة يمكن تقديمها".

ومثل خالد، عندما اتحيت لها الفرصة، طلبت أمل شحادة (24 عاما) أيضا تركيب حمام يسهل عليها استخدامه. ولدت أمل مصابة بشلل نصفي في ساقيها، مما حد بشكل كبير من حركتها. منزلها المتواضع غير المكتمل في مخيم خان دنون بالقرب من دمشق لم يكن يحتوي على حمام فعلي، الأمر الذي شكل تحديا كبيرا لأمل. المساحة الصغيرة التي كانت لديهما تم تعديلها لتضم مرحاضا ومكانا للاستحمام.
وتتذكر أمل قائلة: "كان الاستحمام واستخدام الحمام دائما صعبا حقا بالنسبة لي. بفضل التعديلات التي أجرتها الأونروا، يمكنني التعامل مع جميع احتياجات الحمام الخاصة بي بشكل آمن وبدون الحاجة للاعتماد على أي شخص اخر. لم أتخيل أبدا أنه في حياتي، سيتم تعديل منزلي لمساعدتي في التعامل مع تحدياتي الخاصة".
تم إطلاق هذا المشروع المشترك بين الأونروا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتعديل المنازل للأشخاص ذوي التحديات الخاصة في تموز 2022 واختتم في شباط 2023. وخلال هذا الوقت، استفاد 107 لاجئين من فلسطين في دمشق وحلب وحماة واللاذقية من التعديلات التي أدخلت على منازلهم لمساعدتهم في مواجهة التحديات التي يواجهونها في حياتهم اليومية.
وقال برافولا ميشرا نائب مدير شؤون الأونروا في سوريا: "إن الظروف المعيشية لمعظم لاجئي فلسطين في سوريا صعبة للغاية وغير صحية. ويعيش الكثيرون في منازل ضيقة ذات تهوية سيئة، وجدران غير مكسوة، وأرضيات غير مثبتة بالإسمنت، وفي كثير من الأحيان، تكون مغطاة فقط بالحصير والبطانيات"، وتابع القول: "ومع ذلك، فإننا نشعر بتشجيع كبير عندما يكون للدعم الذي تقدمه الأونروا ، مثل هذا المشروع ، تأثير إيجابي على الحياة".
ويشعر خالد وعائلته بالامتنان الكبير للأونروا على الخدمات التي تقدمها للاجئي فلسطين بشكل عام وللأشخاص ذوي التحديات الخاصة بشكل خاص. "إنه حلم تحقق! أنا ممتن للأونروا على التغيير الهائل الذي أحدثه هذا المشروع في حياتي. أتمنى أن يتم توسيع هذه المبادرة دون قيد أو شرط لجميع الأشخاص ذوي التحديات الخاصة ودون استثناء"، يقول خالد.