أنت هنا
التعهدات في مؤتمر التمويل غير كافية لتغطية الاحتياجات المالية للأونروا بعد أيلول
نيويورك
دق المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) فيليب لازاريني ناقوس الخطر بشأن أزمة التمويل المتفاقمة للوكالة. وفي كلمته أمام مؤتمر إعلان التعهدات للأونروا لهذا العام، والذي عقد بدعوة من رئيس الجمعية العامة، حذر المفوض العام لازاريني من خطر انهيار الوكالة.
ومرة أخرى، أكد المجتمع الدولي التزامه الطويل الأمد تجاه لاجئي فلسطين والأونروا من خلال تقديم الدعم السياسي والمالي. وأعاد المجتمعون التأكيد على الدور الهام والذي لا غنى عنه للوكالة من أجل الملايين من اللاجئين. وتعهدت الدول الأعضاء مجتمعة بتقديم 828,3 مليون دولار، منها 115,2 مليون دولار كتبرعات جديدة[1].
وقال المفوض العام لازاريني: " في الوقت الذي نشعر فيه بالامتنان للتعهدات المعلنة، إلا أنها أقل من الأموال التي تحتاجها الوكالة للإبقاء على 700 مدرسة تابعة للأونروا إلى جانب 140 عيادة مفتوحة اعتبارا من أيلول فصاعدا. سنواصل العمل بلا كلل مع شركائنا، بمن في ذلك البلدان المضيفة – وهي أكبر داعم للاجئين – من أجل حشد الأموال المطلوبة".
وقد أشار بعض المانحين الأكثر التزاما للوكالة إلى أنهم سيخفضون تبرعاتهم بشكل كبير في عام 2023.
وفي رسالة ألقاها نيابة عن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، قال: "إن آفاق السلام لا تزال بعيدة. إذا كانت هناك أية آفاق، فهي تتراجع. في منتصف الطريق إلى العام الجديد، يستعر العنف دون توقف. وفي هذه الصورة القاتمة، فإن الأونروا هي واحدة من بوارق الأمل القلائل. إنني أحثكم على رعاية هذا الأمل والمحافظة عليه".
وخلال المؤتمر، تحدث أحمد أبو دقة (15 عاما)، وهو طالب برلماني من خان يونس في قطاع غزة، عن التعليم قائلا: "كأطفال، نجد معنى الطفولة فقط في صفحات كتبنا. إن مدارس الأونروا هي ملاذنا الوحيد. إنها المكان الذي نجد فيه الأمل. لدينا أحلام تصل إلى النجوم، على الرغم من الواقع المؤلم لحياتنا".
يشعر لاجئو فلسطين بأثر نقص التمويل على حياتهم كل يوم. ويزيد ذلك من شعورهم بالتخلي واليأس في وقت لم يكن فيه احتمال التوصل إلى حل دائم بعيد المنال إلى هذا الحد.
واختتم لازاريني قائلا: "إن العديد من الدول الأعضاء اليوم اعترفت أيضا بأنه في الوقت الذي ستحتفل فيه الوكالة قريبا بمرور 75 عاما على تأسيسها، فقد حان الوقت لإجراء مناقشة استراتيجية حول أونروا مستدامة، إلى أن يتم التوصل إلى حل سياسي".
انتهى –
ملاحظات للمحررين
- في بداية العام، وجهت الأونروا نداء لجمع 1,6 مليار دولار من أجل برامجها وعملياتها واستجابتها الطارئة في سوريا ولبنان والضفة الغربية (التي تشمل القدس الشرقية) وقطاع غزة والأردن.
- إن عشر سنوات من نقص التمويل المزمن قد أثرت بشدة على جودة بعض خدمات الأونروا. وهذا يترجم اليوم إلى فصول دراسية أكبر، وزيادة الاعتماد على عمال المياومة (بما في ذلك الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة)، والأصول المستنفدة، وعدم القدرة على التوسيع ببرامج المساعدة النقدية. إن الأونروا تكافح من أجل معالجة الأزمات الناشئة، بما في ذلك تلك ذات الأثر طويل الأمد مثل جائحة كوفيد-19 والنزاعات التي تؤدي إلى خسائر في التعليم بين أطفال لاجئي فلسطين.
- على مر السنين، اتخذت الوكالة عدة تدابير للاستفادة من التبرعات المالية التي تلقتها من المانحين، وعملت على تقليص إنفاقها العام وتحسين كفاءتها ومراقبتها للتكاليف.
- إن محنة لاجئي فلسطين هي أطول أزمة لجوء في العالم لم تحل لغاية اليوم. تواصل الأونروا الاحتفاظ بسجل نشط لما مجموعه 5,9 مليون لاجئ من فلسطين.
- الأونروا هي الوكالة الأممية الوحيدة التي تدير نظاما مدرسيا مكتملا يضم أكثر من 700 مدرسة. وتوفر هذه المدارس حاليا التعليم لأكثر من نصف مليون طفل.
- في العام الماضي، قدمت مراكز الأونروا الصحية 7,9 مليون استشارة صحية في أقاليم عمليات الوكالة الخمسة.
- تواجه الأونروا نقصا مزمنا في التمويل منذ 10 سنوات. بدأت الوكالة هذا العام (2023) بديون بقيمة 75 مليون دولار مُرحّلة من عام 2022.
- تشكل البرلمانات المدرسية للأونروا، التي تم تدشينها لأول مرة في عام 2001، جزءًا لا يتجزأ من برنامج حقوق الإنسان وحل النزاعات والتسامح.
[1] سيذهب توزيع التبرعات الجديدة إلى مناشدات الأونروا التالية: (1) الميزانية البرامجية: 61 مليون دولار، (2) مناشدة الطوارئ في الأرض الفلسطينية المحتلة: 32,2 مليون دولار، (3) مناشدة الطوارئ للأزمة السورية: 12,9 مليون دولار، (4) النداء العاجل لزلزال سوريا: 2,1 مليون دولار، (5) المشاريع: 7 ملايين دولار
تنويه: تم تحديث الرقم بعد إجراء المزيد من الحسابات والتعهدات الإضافية/المحدثة بعد مؤتمر إعلان التبرعات
الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأسيس الأونروا في عام 1949 وفوضتها بمهمة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئي فلسطين المسجلين في مناطق عمليات الوكالة إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.
تعمل الأونروا في الضفة الغربية، والتي تشمل القدس الشرقية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسوريا.
وبعد مرور ما يقارب خمسة وسبعين عاما، لا يزال عشرات الآلاف من لاجئي فلسطين الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم بسبب ما حصل في عام 1948 نازحين وبحاجة إلى دعم.
تساعد الأونروا لاجئي فلسطين على تحقيق كامل إمكاناتهم في التنمية البشرية، وذلك من خلال الخدمات النوعية التي تقدمها في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة والخدمات الاجتماعية، والحماية، والبنى التحتية وتحسين المخيمات، والتمويل الصغير بالإضافة الى المساعدات الطارئة. يتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية.