المملكة العربية السعودية والأونروا تجددان التزامهما تجاه لاجئي فلسطين والسلام والاستقرار الإقليميين
القدس الشرقية
في زيارة هي الأولى منذ 2020، قام المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) فيليب لازاريني بزيارة إلى المملكة العربية السعودية يومي الثامن والعشرين والتاسع والعشرين من كانون الثاني وذلك بناء على دعوة رسمية من وزارة الخارجية السعودية. وكان التضامن السعودي طويل الأمد مع لاجئي فلسطين في صلب المناقشات مع نائب وزير الخارجية، معالي السيد وليد الخريجي، ومع المشرف العام على مركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية معالي الدكتور عبد الله الربيعة. وفي اجتماع لاحق مع صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل، رئيس مركز الملك فيصل للأبحاث والدراسات الإسلامية، تركز الحديث على هشاشة الوضع في الضفة الغربية المحتلة، والتي تشمل القدس الشرقية، والتصعيد المقلق في الأسبوع الماضي.
وقال السيد لازاريني: "إن الأحداث المقلقة التي تحدث في الضفة الغربية هي تذكير صارخ بأن استقرار المنطقة غالبا ما يكون معلقا بخيط رفيع. ونحن في الأونروا نتطلع إلى العمل عن كثب مع المملكة العربية السعودية، كشريك استراتيجي، لضمان استمرار تحول حياة اللاجئين، وخاصة الأطفال والشباب، بشكل إيجابي من خلال التعليم والرعاية الصحية وغيرها من الخدمات التي تقدمها الوكالة".
وأكد المفوض العام مرة أخرى بأن التبرع السعودي للأونروا والذي كانت الوكالة في أمس الحاجة اليه والبالغ 27 مليون دولار في نهاية عام 2022 قد ذهب مباشرة إلى ميزانية الأونروا الرئيسة، وأنه ساعد في المحافظة على الخدمات الحيوية للاجئي فلسطين.
وفي جميع المناقشات التي عقدت خلال الزيارة التي استمرت يومين، استكشفت الأونروا، مع المسؤولين السعوديين، سبل التعاون مع الهيئات السعودية بشأن تمكين الشباب وتوظيفهم. وشدد المفوض العام على أهمية أن تعمل الأونروا مع المملكة العربية السعودية كشريك استراتيجي وخاصة في المجالات التي تتوافق فيها ولاية الوكالة مع رؤية المملكة لعام 2030 مثل تنمية الشباب وتمكينهم وتعزيز السلام والاستقرار الإقليميين. وقال المفوض العام للأونروا: "إن التعليم والمهارات الحديثة هي أفضل الأدوات التي يمكن أن يقدمها المجتمع الدولي للاجئي فلسطين الشباب. ومن خلال مساعدتهم على بناء مستقبلهم، فإننا سنرسل لهم أيضا رسالة مفادها أنهم ليسوا وحدهم. وبصفة المملكة العربية السعودية شريكا تاريخيا للأونروا، فقد ساعد الدعم السعودي في بناء المدارس والعديد من المنشآت التي استضافت طلبة الوكالة وخدماتها. إننا نتطلع الآن إلى المستقبل ونقوم مع شركائنا بتحديث خدماتنا للاجئي فلسطين".
وتجدر الإشارة إلى أن الأونروا ستشارك في منتدى الرياض الإنساني الدولي القادم الذي سيعقد في الرياض في 20 شباط 2023.
الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأسيس الأونروا في عام 1949 وفوضتها بمهمة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئي فلسطين المسجلين في مناطق عمليات الوكالة إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.
تعمل الأونروا في الضفة الغربية، والتي تشمل القدس الشرقية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان، وسوريا.
وبعد مرور ما يقارب خمسة وسبعين عاما، لا يزال عشرات الآلاف من لاجئي فلسطين الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم بسبب ما حصل في عام 1948 نازحين وبحاجة إلى دعم.
تساعد الأونروا لاجئي فلسطين على تحقيق كامل إمكاناتهم في التنمية البشرية، وذلك من خلال الخدمات النوعية التي تقدمها في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة والخدمات الاجتماعية، والحماية، والبنى التحتية وتحسين المخيمات، والتمويل الصغير بالإضافة الى المساعدات الطارئة. يتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية.
