أنت هنا
مبادرة "التخضير المجتمعي": الأونروا والاتحاد الأوروبي يفتتحان أول حديقة مدرسية في الضفة الغربية
لتحميل المواد متعددة الوسائط، في الرابط
القدس الشرقية، 10 تشرين الثاني 2022 – افتتح الاتحاد الأوروبي ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى (الأونروا) اليوم حديقة مدرسية في مدرسة إناث بيت عنان التابعة للأونروا في قرية بيت عنان شمال غرب القدس بالضفة الغربية المحتلة. وإلى جانب أطفال مدرسة إناث بيت عنان التابعة للأونروا، ضم الحفل رئيس التعاون في الاتحاد الأوروبي السيد إبراهيم لافيا ومدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية السيد آدم بولوكوس ونائب رئيس برنامج الأونروا التعليمي في الضفة الغربية السيد محمد سلامة.
"أنا أحب منطقة الظل. أشعر بالفخر الشديد لأن مدرستي تنمو وتتطور وأن جهودنا في الحديقة ستبقى للجيل القادم"، تقول نسيم، 13 عاما، وهي طالبة من مدرسة إناث بيت عنان، مضيفة: "إن منظر الأشجار والزهور يجعلنا نشعر بالإيجابية والحماس للتعلم".
إن افتتاح الحديقة اليوم يطلق مبادرة الأونروا "تخضير المجتمع" التي تهدف إلى تحويل المساحات الخارجية في العديد من منشآت الأونروا. وقد تم تصميم المشروع لتعزيز الإدماج وخلق مساحات لمجتمع لاجئي فلسطين للتجمع. وستعمل المبادرة على إنتاج المساحات الخضراء وترميمها والمحافظة عليها، وفي الوقت نفسه تشجيع الوعي البيئي والتثقيف الغذائي والاسترخاء وتشجيع إعادة التدوير وزيادة النشاط البدني والخارجي وتحفيز التفاعل الاجتماعي وتجميل الأحياء.
وتعبيرا عن شكره للدعم السخي والمستمر من الاتحاد الأوروبي للأونروا، قال السيد آدم بولوكوس مدير شؤون الأونروا في الضفة الغربية: "إن مبادرة التخضير هذه مهمة للغاية، ليس فقط لحماية وترميم المساحات الخضراء، ولكن أيضا لتشجيع الأطفال على الاعتراف بأنفسهم كمشرفين على بيئتهم. إنه يضخم مشاعر المسؤولية ويبني إحساسا أكبر بالمجتمع. إن حديقة بيت عنان هي نتيجة لجهود كبيرة من المجتمع المحلي والطلاب والمعلمين الذين زرعوا ورسموا الجدران وحولوا المساحة المقفرة إلى مساحة آمنة وممتعة للتعلم واللعب".
وخلال الفعالية، قالت راما، وهي طالبة في الصف التاسع في مدرسة إناث بيت عنان: "تساعدنا حديقة الخضروات الجديدة على زراعة الخضروات المختلفة بأنفسنا. إن هذه الحديقة هي مشروع طويل الأمد لا يقتصر على فترة زمنية معينة. يعاني البعض منا من زراعة الفواكه والخضروات لأول مرة لأننا لا نملك أرضا لزراعة ما نريد. نشعر بالراحة والتحفيز هنا".
بدوره، قال رئيس التعاون في الاتحاد الأوروبي إبراهيم لافيا: "يلعب التعليم دورا حاسما في تشكيل المستقبل. يواجه هذا المستقبل تحديات كبيرة بسبب تغير المناخ الذي يؤثر على كل جزء من عالمنا. تعتبر مبادرات مثل مبادرة التخضير المجتمعي مهمة لأنها تمثل جهدا استباقيا من قبل الطلاب ومعلميهم لزيادة الوعي البيئي بين مجتمعاتهم. ويتماشى ذلك مع التزام الاتحاد الأوروبي بتشجيع قطاع التعليم على اتخاذ إجراءات لتعزيز مجتمعات أكثر اخضرارا وأوروبا محايدة كربونيا بحلول عام 2050. إن هذا التزام يوضحه الاتحاد الأوروبي في المناقشات الجارية في مؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي.
ملاحظات للمحررين
أكثر من 50 بالمئة من سكان بيت عنان هم لاجئون مسجلون لدى الأونروا، ومدرسة الإناث التابعة للأونروا، التي تأسست في عام 1956، تخدم كلا من اللاجئين وغير اللاجئين في بيت عنان والقرى المحيطة بها.
تقع بيت عنان في "جيب بدو"، وهي مجموعة من ثماني قرى فلسطينية في الضفة الغربية محاطة من الجنوب والشرق والغرب بالجدار العازل للضفة الغربية. ويعيق الجدار الوصول إلى بقية الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى القدس، التي ترتبط بها القرية تقليديا ارتباطا وثيقا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا.
يحظر الدخول للجميع باستثناء حاملي التصاريح. وعلاوة على القيود الشديدة المفروضة على التنقل، فقدت هذه المجتمعات الفلسطينية إمكانية الوصول إلى جزء كبير من أراضيها وسبل معيشتها.
مبادرة الاتحاد الأوروبي والأونروا "التخضير المجتمعي" تشمل الحدائق المدرسية والمراكز الصحية والمناطق المجتمعية في جميع أقاليم عمليات الأونروا الخمسة، وهي الأردن ولبنان وسوريا وغزة والضفة الغربية، التي تشمل القدس الشرقية. وفي العديد من المناطق ضمن عمليات الأونروا، يتعرض لاجئو فلسطين للعنف والصراع والنزوح، وحتى الآن، فإن عام 2022 هو العام الأكثر دموية بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية، بمتوسط شهري منذ أن بدأت الأمم المتحدة في إحصاء الوفيات بشكل منهجي في عام 2005.
منذ عام 1971، تستند الشراكة الاستراتيجية بين الاتحاد الأوروبي والأونروا إلى الهدف المشترك المتمثل في دعم التنمية البشرية والاحتياجات الإنسانية واحتياجات الحماية للاجئي فلسطين وتعزيز الاستقرار في الشرق الأوسط.
اليوم، يعد الاتحاد الأوروبي أكبر مزود متعدد الأطراف للمساعدة الدولية للاجئي فلسطين. وبشكل جماعي، يعد الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء فيه أيضا من بين أكبر المتبرعين لنداءات الوكالة ومشاريعها الإنسانية الطارئة استجابة لمختلف الأزمات والاحتياجات المحددة في جميع أنحاء المنطقة.
في عام 2021، وقع الاتحاد الأوروبي إعلانا مشتركا وأول التزام مالي متعدد السنوات لدعم الأونروا للفترة 2021-2024، وذلك بمناسبة مرور 50 عاما على الشراكة. وفي هذا الإعلان المشترك، يلتزم الاتحاد الأوروبي بمواصلة دعم الأونروا سياسيا وتأمين موارد مالية متعددة السنوات يمكن التنبؤ بها لتمكين الوكالة من الإيفاء بمهام ولايتها وتقديم خدماتها الأساسية للاجئي فلسطين.
تحولت مرافق الأونروا الى رمز للأمن والسلام للاجئي فلسطين؛ لذلك فإن الاتحاد الأوروبي والأونروا مصممان على الإسهام المشترك في هذه المساحات المستقرة والآمنة حيث يمكن للمجتمع التجمع. ولأكثر من 50 عاما كان الاتحاد الأوروبي شريكا استراتيجيا داعما لوكالة الغوث في جهودها لمساعدة لاجئي فلسطين بتحقيق ذاتهم بالرغم من ظروفهم الصعبة. وقد تطورت الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والأونروا مع الوقت، مع كون الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء أكبر المتبرعين متعددي الأطراف الذين يقدمون المساعدات الدولية للاجئي فلسطين.
الأونروا هي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى. قامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتأسيس الأونروا في عام 1949 وفوضتها بمهمة تقديم المساعدة الإنسانية والحماية للاجئي فلسطين المسجلين في مناطق عمليات الوكالة إلى أن يتم التوصل إلى حل عادل ودائم لمحنتهم.
تعمل الأونروا في الضفة الغربية، والتي تشمل القدس الشرقية، وقطاع غزة، والأردن، ولبنان وسوريا.
وبعد مرور ما يقارب خمسة وسبعين عاما، لا يزال عشرات الآلاف من لاجئي فلسطين الذين فقدوا منازلهم وسبل عيشهم بسبب ما حصل في عام 1948 نازحين وبحاجة إلى دعم. تساعد الأونروا لاجئي فلسطين على تحقيق كامل إمكاناتهم في التنمية البشرية، وذلك من خلال الخدمات النوعية التي تقدمها في مجالات التعليم، والرعاية الصحية، والإغاثة والخدمات الاجتماعية، والحماية، والبنى التحتية وتحسين المخيمات، والتمويل الصغير بالإضافة الى المساعدات الطارئة. يتم تمويل الأونروا بالكامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية.
تبرعوا للأونروا