أنت هنا
بيان المفوض العام حول الأحداث الأمنية في نهر البارد وعين الحلوة – لبنان
أود أن إعبر عن عميق قلقي أزاء التطورات الأمنية الخطيرة التي جرت في لبنان خلال عطلة نهاية الأسبوع.
في صباح يوم 19 ايلول/سبتمبر ، اقتحم متظاهرون من الوحدات السكنية المؤقتة بالقرب من مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين مكتب الإعمار التابع للأونروا، وألحقوا به أضرارا جسيمة واضرارا طالت سبع مركبات تابعة للوكالة. ولم يصب أحد بأذى. الحادث جاء في أعقاب سلسلة من السرقات تعرضت لها منشآتنا بالمخيم خلال الأسابيع القليلة الماضية. هذا وقد أدان قادة الفصائل الفلسطينية الحادث والسرقات ، وتعهدوا بتقديم دعمهم لضمان عدم تكرار مثل هذه الاحداث.
وفي اليوم نفسه ، اندلع اشتباك في مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان بين مجموعات مسلحة من فتح وجند الشام ودخل مقاتلون إلى أربع مدارس تابعة للأونروا. وقد أصيب جراء الاشتباكات سبعة أشخاص من بينهم مدنيان في صيدا. قادة الفصائل الفلسطينية أدانو هذه الحادثة وتعهدوا التحقيق فيها.
إنني أدين بشدة هذه الحوادث التي تقوِض أسس الحيادية وحرمة مبانينا وتعرِض حماية وأمن لاجئي فلسطين وموظفي الأونروا وممتلكاتها لخطر جسيم. تطلب الأونروا من جميع الأطراف الالتزام باحترام حيادية الوكالة وحرمة منشآتها في جميع الأوقات واتخاذ كل التدابير اللازمة لضمان عدم تكرار الحوادث التي تتعارض مع ذلك.
كما اعبر مجدداً عن بالغ القلق إزاء الوضع المتدهور في لبنان ككل وتأثيره الكبير على لاجئي فلسطين الذين هم بالأساس من بين المجتمعات الأكثر ضعفا. الأونروا هي الشاهد الأول على الاحتياجات الهائلة ومستوى الفقر المرتفع في اوساط لاجئي فلسطين في لبنان. إن الوكالة لا تدخر جهداً من أجل المطالبة بتوفير دعم إضافي لمجتمع لاجئي فلسطين في لبنان.
و من أجل الاستمرار في تقديم الخدمات الحيوية لمجتمع لاجئي فلسطين في لبنان ، تحتاج الأونروا إلى دعم مالي إضافي الى جانب الاحترام الكامل لسلامة موظفيها وصون حرمة منشآتها في جميع الأوقات.
تواجه الأونروا طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات. ونتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية للأونروا، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير. وتدعو الأونروا كافة الدول الأعضاء للعمل بشكل جماعي وبذل كافة الجهود الممكنة لتمويل موازنة الوكالة بالكامل. ويتم تمويل برامج الأونروا الطارئة والمشروعات الرئيسة، والتي تعاني أيضا من عجز كبير، عبر بوابات تمويل منفصلة.
تأسست الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين وأربعمائة ألف لاجئ من فلسطين مسجلين لديها. وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم. وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.