أنت هنا
رسالة من مدير دائرة التربية والتعليم في الاونروا
زميلاتي وزملائي الأعزاء،
أكتب إليكم بمناسبة اليوم العالمي للمعلم لأعبر عن شكري الكبير لكم ولكافة معلمي الأونروا ولأولئك الذين يقومون بإسنادهم.
لقد شهدت هذه الأشهر ومنذ آذار تأثر التعليم في سائر أرجاء العالم وعلى نطاق غير مسبوق من قبل. وخلال هذه الفترة، عملتم لضمان وصول كل طالب لاجئ من فلسطين إلى حقه في تعليم نوعي جامع ومنصف.
ونحن، لذلك، نحتفل بهذا اليوم العالمي للمعلم -- وهو اليوم الذي احتفلت به اليونسكو لأول مرة في عام 1994 إحياء لتوصية اليونسكو ومنظمة العمل الدولية بشأن وضع المعلمين والتي صدرت عام 1966- تحت شعار يعترف بعملكم المميز على مدى الأشهر الماضية. إن موضوع احتفالية هذا العام، "المعلمون: القيادة في الأزمات، إعادة تصور المستقبل"، يعكس الأوقات الصعبة التي واجهناها جميعا وما زلنا نواجهها، ونحن نقوم بتقديم خدماتنا التعليمية.
وفي الوقت الذي أكتب فيه لكم هذه الرسالة، يعود بعض طلاب الأونروا الى مدارسهم وغرفهم الصفية، وقد يكونون في المدرسة إلا أن مقاعدهم متباعدة أكثر من المعتاد، ومع مراعاة السلوكيات والممارسات الصحية، بينما يتعلم آخرون في منازلهم، في انتظار أن يصبح الوضع آمنا بدرجة كافية لكي يعودوا إلى المدرسة. وهناك آخرون يتعلمون في الغرف الصفية مع المعلم وفي المنزل بأنفسهم في نفس الوقت. ولكن أيا كان النهج الذي يتبعه اقليمكم لتقديم التعليم، فإن دوركم أساسي لنجاحه.
لقد اكتسبت فرق التعليم التابعة للأونروا، بما في ذلك فريقنا هنا في مقر رئاسة الأونروا بعمان، خبرات هامة في الأشهر الماضية ونحن نكتسب المزيد من هذه الخبرات. إننا ندرك القضايا الرئيسة التي يجب معالجتها لكل نموذج تعلمي وكيفية مراقبته للتأكد من أن طلابنا يمكنهم التعلم أينما كانوا. لدينا الكثير من الخبرة أيضا حول أفضل السبل لدعم المعلمين مهما كان "نموذج" المدرسة أو التعليم الذي تقدمونه. وهنا فقد شارك بعضكم في دراسة حول المعلم على مستوى الوكالة حتى نتمكن من معرفة المزيد عن واقعكم وتصوراتكم واقتراحاتكم للقيام بعمل أفضل، وحتى تتمكنوا من تقديم الأفضل لطلابنا في الأونروا.
سنستمر في التعلم معا، ولكن دعونا اليوم نقيم الإنجازات حتى الآن ونقول، نعم، إن المعلمين قادة، ولكن في التعليم علينا جميعا أن نكون قادة جنبا إلى جنب مع قادة اخرين. إنكم تقودون العمل مع الأطفال داخل الغرفة الصفية أو خارجها، ومن أجل الاضطلاع بهذه القيادة، عليكم أن تعملوا جنبا إلى جنب مع مدير المدرسة ونائب مدير المدرسة ومرشدي المدرسة وكادر المدرسة الآخرين وأولياء الأمور والمجتمع الأوسع. وأيضا، ولمساعدتكم في قيادة تعلم الأطفال، فستعملون ايضا مع خبراء التعليم وموظفي الإقليم ومعنا ايضا في الرئاسة العامة. وفيما يتعلق بالرئاسة العامة، يمكنكم القيادة من خلال العمل بشكل تعاوني عبر برنامج التعليم ومن خلال إكمال برامج تنمية القدرات بنجاح - مثل برنامج تطوير المعلمين القائم على المدرسة - في السنوات الماضية. إنكم تقودون من خلال استخدامكم إطار عمل المناهج الدراسي والأدوات الأخرى ومن خلال إدراككم لسياسات التعليم في الأونروا، مثل التعليم الجامع وبرنامج حقوق الإنسان وحل النزاعات والتسامح وسياسة المعلم. وبالطبع، فأنتم تقودون من خلال المشاركة في عملية ضمان جودة المدرسة، والأهم من ذلك، من خلال تتبع الطلاب واحتياجاتهم الخاصة وحضورهم وأدائهم ورفاههم.
ولذلك، فإننا نحتفل اليوم بإنجازاتكم والتزامكم وإبداعكم. كما أنكم لستم وحدكم، حيث يواجه المعلمون في العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم نفس تحديات عدم اليقين بالإضافة إلى التحديات الأخرى. وهنا في الأونروا لدينا تحديات إضافية تتمثل في عدم الاستقرار المالي. ولكن بفضل جهودكم وخبراتكم، فإن الأونروا قادرة على الوقوف بفخر ومشاركة ما نقوم به والدعوة - على الصعيدين العالمي والإقليمي - لمزيد من الدعم حتى نتمكن من الاستمرار في تقديم تعليم نوعي ومنصف وجامع لجميع طلبة الأونروا.
وفي هذا اليوم، اليوم العالمي للمعلم لعام 2020، فإن الأونروا تقدم شكرها لكافة معلميها وتؤكد لكم مواصلة دعمها لكم في الوقت الذي نعيش فيه هذا الواقع الجديد.
أطيب التمنيات لكم جميعا وأتمنى لكم يوما سعيدا في اليوم العالمي للمعلم!
د. كارولين بونتيفراكت
مدير دائرة التربية والتعليم
الأونروا
تواجه الأونروا طلبا متزايدا على خدماتها بسبب زيادة عدد لاجئي فلسطين المسجلين ودرجة هشاشة الأوضاع التي يعيشونها وفقرهم المتفاقم. ويتم تمويل الأونروا بشكل كامل تقريبا من خلال التبرعات الطوعية فيما لم يقم الدعم المالي بمواكبة مستوى النمو في الاحتياجات. ونتيجة لذلك فإن الموازنة البرامجية للأونروا، والتي تعمل على دعم تقديم الخدمات الرئيسة، تعاني من عجز كبير. وتدعو الأونروا كافة الدول الأعضاء للعمل بشكل جماعي وبذل كافة الجهود الممكنة لتمويل موازنة الوكالة بالكامل. ويتم تمويل برامج الأونروا الطارئة والمشروعات الرئيسة، والتي تعاني أيضا من عجز كبير، عبر بوابات تمويل منفصلة.
تأسست الأونروا كوكالة تابعة للأمم المتحدة بقرار من الجمعية العامة في عام 1949، وتم تفويضها بتقديم المساعدة والحماية لحوالي خمسة ملايين وأربعمائة ألف لاجئ من فلسطين مسجلين لديها. وتقتضي مهمتها بتقديم المساعدة للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسورية والضفة الغربية وقطاع غزة ليتمكنوا من تحقيق كامل إمكاناتهم في مجال التنمية البشرية وذلك إلى أن يتم التوصل لحل عادل ودائم لمحنتهم. وتشتمل خدمات الأونروا على التعليم والرعاية الصحية والإغاثة والخدمات الاجتماعية والبنية التحتية وتحسين المخيمات والحماية والإقراض الصغير.