أنت هنا
أينما تكون الحياة يكون الأمل: تضميد الجراح في صور
غزة
يصل الأطفال، يتملكهم في البداية شعور بالرهبة من الراشدين المتبسمين لهم الذين يجهلون أسمائهم. يقف الأطفال بهدوء، بعضهم في مجموعات، والبعض الآخر وحيداً ممسكاً بيد أحد والديه أو تعبث أصابعهم بزيهم المدرسي منتظرين الطمأنة، وينتظرون أيهم سيتحرك أولاً وهل يفترض بهم الانضمام إليهم. يقدم الراشدون للأطفال التوجيهات، المواد الحرفية، الكرات المطاطية ويشجعون الأطفال على المشاركة في الألعاب، كما يحاولون حث الأطفال على الضحك. وبشكل حذر جداً، يبدأ الأطفال في الإستجابة، وتبدأ البالونات المطاطية بالانتفاخ، وتبدأ فراشي الرسم بنثر الألوان على الورق الأبيض، وتنطلق الأحاديث في المجموعات الصغيرة المتشاركة.
هؤلاء هم طلبة من اللاجئين الفلسطينيين وعاملون في برنامج الأونروا في إحدى مدارس الأونروا في مدينة غزة. فما يزال فريق برنامج الأونروا للصحة النفسية المجتمعية يعمل، منذ اشتداد صراع الخمسين يوماً في شهر تموز/ يوليو خلال صيف عام 2014، بلا كلل مع أطفال غزة في إطار مبادرة خاصة للتعافي المبكر لمساعدة الأطفال على التكيف في الوقت الذي يحاول فيه هؤلاء الأطفال استيعاب ما شهدوه من عنف ودمار. وينخرط بعض هؤلاء الأطفال اللاجئين في جلسات متكررة مع المرشدين النفسيين في مدارس الأونروا ومراكز التجمع التابعة لها حيث أُجبر الكثير من النازحين على العيش. ويعمل فريق برنامج الأونروا للصحة النفسية المجتمعية بشكل حثيث لتحسين آليات التكيف لدى أطفال غزة. فادي ثابت، لاجئ فلسطيني وأحد المعلمين في الأونروا، استمر في العمل مع فريق البرنامج حيث التقطت عدسته بعض التحول في حالة الأطفال. يقول فادي: "لقد شهد هؤلاء الأطفال الكثير من الصراعات، ولكنهم كبقية أطفال العالم يريدون العيش بسعادة".