"كاد قلبي أن يتوقف عندما سمعت عن العجزٍ في ميزانية الأونروا وعن احتمال تأجيل بدء العام الدراسي". هكذا بدأت نور الهدى عطية البالغة من العمر خمسة عشر عامًا والتي حصلت مؤخرًا على تقدير جيد في الامتحانات الرسمية اللبنانية للشهادة المتوسطة ، حديثها. "كاد الأمر أن يكون كارثيًّا بالنسبة لنا".
نور وعائلتها من سكان مخيم نهر البارد في شمال لبنان و الواقع على الساحل الشمالي لمدينة طرابلس.
وفي منتصف عام ٢٠٠٧، ونتيجة للنزاع الذي دار بين الجيش اللبناني وبين مجموعة فتح الإسلام المسلحة، ونتيجة للحصار المدمر الذي دام لمدة ثلاثة أشهر، تّم تهجير ما يقارب ٢٧٠٠٠ لاجئ فلسطيني من مخيم نهر البارد وتدمير ما يقارب ٩٥ % من كافة المباني والبنى التحتية حيث أن معظمها قد تضررت بشكل يتعذر إصلاحه. إن مشروع اعادة اعمار مخيم نهر البارد هو من أكبر البرامج التي اخذتها الاونروا على عاتقها. وقد سبب نقص التمويل بتأخير التقدم في العمل، إذ تصل تكلفة بناء المخيم الى ٣٤٥ مليون دولار اميركي وتمّ تأمين حوالى ٢٠6 مليون دولار حتى يومنا هذا. تسكن نور وعائلتها منذ عام ٢٠٠٩ في المساكن المؤقتة التي أنشأتها الأونروا في منطقة محاذية لمخيم نهر البارد.