أنت هنا
التغلب على تحديات الرعاية الصحية الأولية في سورية
يعد الوصول إلى الرعاية الصحية واحدا من حقوق الإنسان الأساسية؛ وعلى أية حال، فإن النزاع الدائر في سورية والدمار الذي حل بعملية توفير الخدمات الصحية قد أثرا سلبا على الوضع الصحي لجميع السكان. إن الطفل السوري الذي يولد اليوم يتوقع له أن يعيش 20 سنة أقل من الطفل الذي ولد قبل ست سنوات. إن هذا التدهور المأساوي للوضع الصحي يعود سببه جزئيا للدمار الذي حل بالبنية التحتية الصحية والهجمات العنيفة على الموظفين الطبيين وصعوبة تصنيع الأدوية مع عمليات الإغلاق وتدمير مصانع الأدوية. وعلاوة على ذلك، فإن حالات النزوح الجماعية الداخلية قد جعلت الأمور أكثر صعوبة على الناس للوصول إلى مرافق الرعاية الصحية الأولية.
وفي ظل هذه البيئة العملياتية المعقدة، فقد كان يتوجب على الأونروا أن تتغلب على تحديات كبيرة من أجل ضمان أن لاجئي فلسطين الذين لا يزالون في البلاد والبالغ عددهم 450,000 شخص تتوفر لديهم سبل الوصول للرعاية الصحية. وقد عملت الوكالة على تعديل عملية تقديمها للخدمة بهدف تعويض خسارة ثمانية مراكز صحية وقامت بنقل عياداتها إلى مواقع أخرى من أجل تلبية متطلبات النزوح الداخلي. ومن أصل 23 مركز صحي، فإن هنالك 15 مركزا لا يزالون يعملون فيما تم تأسيس 11 نقطة صحية جديدة في مناطق يواجد فيها عدد كبير من اللاجئين المشردين. ولغايات الوصول إلى الأشخاص في المناطق المحاصرة أو تلك التي يصعب الوصول إليها، تدير الوكالة عيادة صحية متنقلة تقدم الرعاية الصحية الحيوية والطارئة للأشخاص الذين هم عرضة للمخاطر على وجه التحديد.
وعلى الرغم من الصعوبات في توفير سبل الوصول للمرافق الطبية، فقد امتاز النصف الأول من عام 2016 بتحقيق بعض المعالم الهامة في الصحة بالنسبة للأونروا. ففي الفترة الواقعة ما بين كانون الثاني وأيار، قدمت الوكالة ما مجموعه 395,749 استشارة صحية وواصلت الإصلاح والبناء على تحسين نظام الرعاية الصحية. وبهدف مواصلة هذا العمل في النصف الثاني من عام 2016، فإن الأأونروا بحاجة إلى جمع مبلغ 6,225,652 دولار من أجل تحقيق هدفها الصحي في مناشدة الطوارئ الخاصة بالأزمة الإقليمية السورية. وهذا المبلغ هو جزء من أصل مبلغ 328,952,772 دولار ضرورية لغايات تنفيذ كافة البرامج في سائر أرجاء سورية.