أنت هنا
النبي صموئيل: "نحن نعيش داخل زنزانة"
تعود جذور عيسى بركات، والمعروف أيضا باسم أبو مجيد، إلى قرية النبي صموئيل التي عاش فيها حياته بأكملها. وفي عام 2009، قامت السلطات الإسرائيلية بهدم منزله بسبب عدم حصوله على تصريح بناء. وبالنسبة للفلسطينيين، فإن عملية الحصول على تصريح بناء غالبا ما تكون باهظة الكلفة وغير مضمونة حيث القليل فقط من التصاريح يتم منحها.
وكراع، يعيش أبو مجيد بدخل منخفض. وأدى فقدانه لمنزله إلى استئجار مكان ليعيش فيه، وقد تركته النفقات الإضافية التي تكبدها جراء ذلك بدون أموال تمكنه من رعاية أغنامه. "إن العديد من خرافي تموت بسبب نقص الأدوية وبسبب عدم مقدرتي على الوصول للطبيب البيطري"، يقول أبو مجيد.
وحيث أنها تقع فوق تلة إلى الشمال الغربي من مدينة القدس، فإن قرية النبي صموئيل قد انفصلت عن باقي أراضي الضفة الغربية وأصبحت محاطة بالجدار العازل الذي تم إكمال بنائه في تلك المنطقة في عام 2008 وعمل على تقييد حركة السكان الفلسطينيين بشكل شديد. ويقول أبو مجيد حول ذلك "نحن نعيش داخل زنزانة سجن".
ويقطن القرية 258 شخصا يحمل معظمهم هويات الضفة الغربية، وهم ممنوعون من دخول القدس وإسرائيل بدون الحصول على تصريح ساري المفعول. وحالما يتم منح ذلك التصريح، فإنه يتوجب عليهم في البداية عبور نقطة تفتيش الجيب إلى داخل الضفة الغربية ثم الدخول إلى القدس عبر نقطة تفتيش قلنديا، وذلك يستغرق بالمعدل حوالي ساعة إلى ساعتين أكثر مما كان عليه الحال قبل تشييد الجدار العازل ووضع نظام التصاريح المرتبط به.
ومن أصل 3,500 دونم هي مجموع مساحة أراضي تلك القرية، لم يبق سوى 1,050 دونما فقط تحت السيطرة الفلسطينية؛ حيث تم مصادرة معظم أراضي القرية من أجل بناء مستعمرة راموت ألون وبناء متنزه وطني ليتم استخدامهما من قبل المستوطنين الإسرائيليين فقط.
وبحسب التقارير، فإنه ومنذ عام 1967 لم تقم السلطات الإسرائيلية بإصدار سوى تصريحي بناء للسكان الفلسطينيين. ويفيد مجلس القرية بأن عشر عائلات على الأقل قد غادرت القرية في السنوات العشر الماضية بسبب نقص المساحات المعيشية لأنهم كانوا عمليا ممنوعين من بناء أو توسعة منازلهم. وتكون العائلات التي تغادر معرضة لأن تفقد قدرتها على زيارة القرية وحضور حفلات الزفاف ومراسم الدفن والمناسبات الاجتماعية العائلية الأخرى. ووفقا لكمال الذي هو أحد سكان ذلك المجتمع، فإنهم "يريدون أن يضعوا أكبر قدر ممكن من الضغط علينا كي نرحل. إن هذا هو هدفهم".
ويسلط هذا المقال المصور الضوء على بعض الأمور التي تدفع للنزوح وذلك من خلال توضيح حياة الفلسطينيين في النبي صموئيل والذين يعانون من خليط من الظروف المعيشية المتطرفة كهدم المنازل ومصادرة الأملاك والقيود على الحركة ووضع الإقامة غير الآمن والإخلاءات وهجمات المستوطنين.
ايزابيل دو لا كروز / ارشيف الاونروا