أنت هنا
تدريب الأونروا المهني يساعد لاجئي فلسطين في الحصول على عمل
بفضل تبرع سخي من المانحين مثل الاتحاد الأوروبي، المديرية العامة للحوار ومفاوضات التوسع، تتمكن الأونروا من توفير فرص تدريب مهني لأكثر من 1,500 لاجئ من فلسطين في سوريا. لقد أثبت هذا التدريب أنه حيوي في إقليم متضرر بشكل عميق جراء النزاع في سوريا الذي دخل في عام 2019 عامه الثامن.

عندما كان عمره 16 عاما، تخرج مصطفى دبن من مركز تدريب الأونروا في حمص، ولم يتعين عليه الانتظار طويلا ليحصل لنفسه على عمل. ففي خلال دراسته للحصول على شهادة في صيانة المكيفات، كان غالبا ما يعرج على متجر لتصليح المكيفات يملكه تالا طاهر , ويقع أسفل الشارع الذي يقع فيه مركز التدريب. وقد عرض على مصطفى العمل لدى تالا خلال شهر من تخرجه. "إنه ثالث خريج أعينه من طلاب معهد تدريب حمص"، يقول طاهر مبتسما. لم يكن هناك حاجة لفترة تجربة أو لاختيار، يقول طاهر. إن توظيف شخص حائز على شهادة تدريب من الأونروا يعطيه الثقة بأن موظفه الجديد مدرب تدريبا جيدا وأنه مناسب للعمل. "أنا أعلم أن لديه تدريبا وعلما جيدين"، يقول طاهر. ويعرب مصطفى عن سعادته بالقول: "إنني سعيد للغاية، وأنا أستمتع بالعمل هنا. إنني فعلا أحب التنوع في هذه المهنة، فبالإضافة إلى إصلاحنا للمكيفات، فنحن نصلح أيضا الثلاجات والأنواع الأخرى من أنظمة التبريد". وكل شهر، يدخر مصطفى جزءا من راتبه البالغ 25.000 ليرة سورية. "لدي حصالة في البيت وأنا أدخر المال لشراء عدة لكي أتمكن من امتلاك متجري الخاص"، يقول مصطفى بزهو.

تلعب مراكز الأونروا المهنية دورا فاعلا في ضمان أن خريجيها يعثرون على وظيفة حال تخرجهم. إن إحدى السبل الأكثر نجاعة لضمان ذلك تتمثل في توفير التدريب خلال العمل. وعندما أكملت دينا قدورة (21 سنة) دورة الميكاترونيكس في مركز تدريب دمشق التابع للأونروا، كانت تعلم أنها ستحصل على عمل في اليوم التالي. وكجزء من دورتها التي استمرت سنتين والتي جمعت الهندسة الميكانيكية ونظرية التحكم وعلوم الحاسوب والإلكترونيات، قامت بالتدرب خلال الدراسة. وعندما تخرجت، عرضت الشركة التي تدربت لديها العمل عندها. "يمكن لخريجي تخصص الميكاترونيكس العمل لدى أية شركة والطلب كثير عليهم حيث أن المزيد من المنتجات تصبح أكثر ذكاءا"، تقول دينا مضيفة: "إن التدريب المهني عالي الجودة والذي تم تقديمه لنا في المركز قد قام بإعدادنا لسوق العمل ومنحني القوة لأن أكون مبدعة ولأن أحقق أهدافي". ومنذ تخرجها، عرضت عليها وظيفة أفضل، وهي تكسب الآن 90.000 ليرة سورية شهريا من عملها في شركة خاصة للالكترونيات.
وقدمت الأونروا تدريبا مهنيا لما مجموعه 1,500 لاجئ من فلسطين منذ عام 2018. إن التمويل المقدم من المانحين، بمن في ذلك الاتحاد الأوروبي، قد سمح للوكالة من إدخال دورات جديدة قصيرة، مثل تصفيف الشعر واللحام. إن هذا الأمر يمنح لاجئي فلسطين مجالا أوسع للاستفادة من خدمات الأونروا التدريبية.

عبيدة شعبي هو أحد خريجي الدورات القصيرة من مركز تدريب الأونروا. وقد استطاع البدء بعمله الخاص بفضل التدريب الذي حصل عليه. وبشيء من الفخر، يجول عبيدة البالغ من العمر 31 سنة ببصره في أرجاء صالون الحلاقة الخاص به حيث جدار الطوب المكسو بالجلد والمرآة الكبيرة، مفردا مساحة بارزة على الجدار ليعرض عليها شهادة الدبلوم التي حصل عليها من الأونروا. لقد كان يعمل في صالونات الحلاقة منذ عقد من الزمان، إلا أنه كان يأمل بأن يفتح صالونه الخاص. وقد التحق عبيدة بدورة تدريبية قصيرة لدى الأونروا في عام 2017. وبعد شهرين، تخرج حاملا شهادة دبلوم ومجموعة من الأدوات لمساعدته في البدء بعمله اشتملت على آلة حلاقة ومجفف شعر. "إن هاتين تعدان الأساس في محلي"، يقول عبيدة. في البداية، كان يحلم بأن يدير صالونا نسائيا، إلا أن ذلك "كان صعبا بسبب طبيعة الثقافة المحافظة في المخيم". وتفضل معظم النساء الذهاب تصفيف شعورهن من قبل امرأة أخرى. وفي المستقبل، يأمل عبيدة بإدارة صالون حلاقة نسائي ورجالي. وحتى يأتي ذلك الوقت، فإنه يتعين عليه أن يرضى بقص شعر ابنتيه مونا التي ولدت قبل عشرة أيام فقط وجوري إبنة العامين بالإضافة إلى زوجته. إلا أن الأمل لا يزال يحدوه، حيث يقول بزهو: "تسمح لي حماتي بتصفيف شعرها أيضا".