أنت هنا
ضمان حقوق لاجئي فلسطين في أوقات الطوارئ: مناشدة الطوارئ للأرض الفلسطينية المحتلة لعام 2017
استمرت الحياة بالنسبة للاجئي فلسطين في الأرض الفلسطينية المحتلة، والتي تتسم بأزمة حماية ممتدة، مليئة بالتحديات طيلة عام 2016. وبعد عامين ونصف من الأعمال العدائية التي جرت عام 2014 في غزة والتي تسببت بدمار غير مسبوق وخسائر في الأرواح، فإن الآلاف من عائلات لاجئي فلسطين لا تزال مشردة فيما لا يزال يتعين إكمال أعمال الإصلاح لعشرات الآلاف من المنازل. إن الحصار البري والجوي والبحري على غزة سيدخل عامه الحادي عشر في حزيران 2017. ومع تضأل فرص التوظيف جراء الحصار – حيث لا تزال معدلات البطالة من ضمن الأعلى عالميا – فإن ما يقارب من مليون لاجئ فلسطيني يعتمدون على المعونات الغذائية، وذلك بزيادة عشرة أضعاف عن العدد الذي كان بحاجة لتلك المعونات في عام 2000 والذي كان يبلغ 100,000 شخص فقط.
وفي الضفة الغربية، لا يزال لاجئو فلسطين يعانون من ظروف اقتصادية اجتماعية صعبة متجذرة في الاحتلال المستمر. إن هذه الظروف تشمل ارتفاعا في عدد حالات هدم المنازل، بما في ذلك الهدم العقابي، علاوة على قيود مفروضة على سبل الوصول وعلى الحركة. وإضافة لذلك، يواصل الفلسطينيون المعاناة من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الذي يتضرر منه على وجه الخصوص أولئك الذين يعيشون في مخيمات اللاجئين. كما أن غياب التقدم في المسار السياسي واستمرار توسع المستوطنات الإسرائيلية يعملان على مفاقمة هذا العبء.
وبهدف التخفيف من الآثار المدمرة لهذه التطورات، أطلقت الأونروا في عام 2016 مناشدة بقيمة 403 مليون دولار لتغطية كلفة تداخلات الوكالة الطارئة في الأرض الفلسطينية المحتلة. ومع ذلك، فقد تم التعهد بتقديم 148 مليون دولار فقط حتى العاشر من تشرين الثاني، وهو ما يغطي 36,7% من إجمالي المتطلبات المالية للمناشدة. إن الخدمات الطارئة التي تقدمها الأونروا تشكل الحد الأدنى من الدعم اللازم لتلبية الاحتياجات الحرجة للاجئي فلسطين، ومن المرجح أن يكون للتقليص في هذا الدعم آثارا مزعزعة للاستقرار في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ويتيعن الاستجابة للمشاكل الإنسانية التي يواجهها لاجئو فلسطين اليوم باعتبار أن هذه مسؤولية دولية مشتركة. وفي يوم الإثنين التاسع من كانون الثاني 2017، أطلقت الأونروا مناشدتها الطارئة من أجل الأرض الفلسطينية المحتلة تطلب فيها تمويلا لعملياتها الطارئة في الضفة الغربية وقطاع غزة، والتي تشتمل على المعونة الغذائية الطارئة والنقد مقابل العمل والصحة والتعليم والمسكن، علاوة على الدعم النفسي الاجتماعي والحماية. إن مناشدة الطوارئ لهذا العام تسعى لحشد مبلغ 402 مليون دولار للمساعدة في ضمان أن لاجئي فلسطين الأشد عرضة للمخاطر في الأرض الفلسطينية المحتلة قادرون على الإيفاء باحتياجاتهم الحرجة للبقاء على قيد الحياة وتعزيز استراتيجيات صمودهم وتأقلمهم وتحقيق حقوقهم الأساسية.