أنت هنا
قصة الشجرة و الحاجز: الولجة تواجه موجة اقتلاع اخرى
West Bank Communities on Jerusalem Side of Barrier
يعيش أبو وجيه الذي يبلغ التاسعة والستين من العمر مع أفراد عائلته التسعة في قرية الولجه. وفي الخامس من أيلول 2011، وصل أبو وجيه إلى أرضه ليجد أن السلطات الإسرائيلية قد قامت بمصادرة ستة دونمات منها وأنها بدأت بالفعل بتسويتها. وقد خسر أبو وجيه حوالي 60 شجرة زيتون إضافة إلى 18 شجرة لوز وثماني أشجار زعرور منذ بدأت السلطات الإسرائيلية بمصادرة أرضه.
وفي عقد السبعينيات من القرن الماضي، تمت مصادرة 120 دونما من أراضي الولجة لغايات بناء مستوطنتي غيلو وهار غيلو القريبتين. ومنذ نيسان 2010، شهد اللاجئون في المدينة أراضيهم وهي تتم مصادرتها ليتم إنشاء الجدار فوقها. وإذا ما تم بناء الجدار حسب المسار المخطط له، فإن الولجة ستصبح جيبا يتصل بالضفة الغربية من خلال نفق، الأمر الذي يجعل أراضيها الزراعية تقع على الجهة الأخرى من الجدار حيث لن يكون للقرويين أي سبيل للوصول إليها إلا إذا تمكنوا من الحصول على تصريح من السلطات الإسرائيلية.
ومؤخرا، أعلنت السلطات الإسرائيلية أن أراضي الولجة الزراعية التي تقع على حدود بلدية القدس التي تمت توسعتها من طرف واحد (في المنطقة التي لا يوجد سبيل للقرويين للوصول إليها حالما يتم الانتهاء من بناء الجدار) سوف يتم الإعلان عنها كحديقة وطنية، مما سيجعل من استخدام تلك الأراضي رهنا بقرار من السلطة الإسرائيلية للطبيعة والمتنزهات.
وبعد نزوحهم القسري في عام 1948، يعيش سكان قرية الولجة التي تبعد أربعة كيلومترات إلى الشمال الغربي من بيت لحم تحت وطأة التهديد بتشريد قسري غير مباشر. إن غياب تصاريح البناء ومصادرة الأراضي والتي تفاقمت جراء توسعة المستوطنات والقيود المفروضة على التنقل قد تركت سكان الولجة في حالة يرثى لها. إن خطر حدوث موجة ثانية من النزوح القسري تأتي من الوضع غير المستقر لحقوق الإقامة والسكن في القدس ومن العزلة المستقبلية للقرية الناتجة عن بناء الجدار العازل ونظام التصاريح المرتبط به إلى جانب الخطة الجديدة القاضية بإعلان أراضيها حديقة وطنية إسرائيلية.
إن هذا المقال المصور يسلط الضوء على واحد من مسببات التهجير، ألا وهو بناء الجدار العازل في الضفة الغربية وذلك من خلال تصوير حياة الفلسطينيين في الولجة. إن هذه القرية ما هي إلا مثال واحد من قضية أكبر بكثير (التهديد بالتشريد) والتي يتسبب بها الجدار الإسرائيلي العازل وتوسيع المستوطنات.