أنت هنا
قصص نضالية
وسط أشعة الشمس المخططة وبرك المياه الراكدة، أنظر في فزع إلى الواجهة المحترقة لأحد المباني، وقد التهمت الذخائر المتفجرة طابقه الثالث. تتدلى جدران خرسانية بأكملها من دعامات الصلب المنحنية إلى الأسفل – لقد تشوه هيكل المبنى بسبب الانفجارات المتكررة. اعتاد هذا الشارع في مخيم اليرموك في دمشق أن يكون صاخباً في السابق، والآن تقف المباني المنكوبة بصمت. وتشهد ندوبها على شدة الاشتباكات التي تجتاح المنطقة.
يتقدم رجال ونساء وأطفال قلقون بحذر عبر الركام، آملين في أن يحصلوا من الأونروا على المساعدات الغذائية التي هم بأمسّ الحاجة لها. لقد عاشوا تحت الحصار على مدار الأشهر التسعة الماضية. إنهم يروون لي القصص المرعبة لكفاحهم اليومي من أجل البقاء، ومن أجل الغذاء، ومن أجل المأوى الآمن. إن ألمهم يجد صداه في قصص الأسر المهجرة التي ألتقي بها خارج مخيم اليرموك. من بين اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا عن مناطق الصراعات العنيفة، يعيش العديدون في أماكن إيواء جماعي في مختلف أنحاء دمشق. ولديهم جميعاً قصص تتحدث عن خسائرهم الفاجعة وأحزانهم الدائمة. ويسألني العديدون إذا كان بإمكاني أن أساعدهم في اقتفاء آثار أقربائهم المفقودين.
مع دخول الصراع عامه الرابع، يعاني اللاجئون الفلسطينيون في سوريا من وضع إنساني بائس. وقد أدى استخدام القوة المسلحة بشكل متواصل إلى تعطيل جهود الوكالة الساعية لتخفيف المحنة البائسة التي يعاني منها العديد من المدنيين. وفي اليرموك، تواصل الأونروا المطالبة بقوة بأن يوقف أطراف الصراع أعمال الاقتتال وأن يسمحوا على الفور باستئناف عمليات توزيع الغذاء على المدنيين المحصورين في الداخل. إلا أنه وحتى 17 آذار/مارس، تستمر الاشتباكات الشديدة ويتواصل القصف منذ أكثر من أسبوعين دون انقطاع، وبالتالي لم تدخل اليرموك أية مساعدات إنسانية منذ 16 يوماً.
© أرشيف الأونروا
24 شباط 2014