اين نعمل
اعتبارا من آذار 2023، بلغ العدد الإجمالي للاجئي فلسطين المسجلين لدى الأونروا في لبنان 489,292 شخصا. وبالإضافة إلى ذلك، تظهر سجلات الأونروا أن ما مجموعه 31,400 لاجئ فلسطيني من سوريا يقيمون في لبنان. ومع ذلك، فإن التسجيل لدى الأونروا طوعي. وغالبا ما لا يتم الإبلاغ عن الوفيات وكذلك الهجرة، ويمكن للاجئين الاستمرار في تسجيل المواليد الجدد أثناء انتقالهم إلى الخارج من خلال نظام التسجيل الإلكتروني للأونروا. في عام 2017، أجرت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني بالتعاون مع الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني إحصاء بين الفلسطينيين الذين يعيشون في لبنان وأفادت بأن هناك ما مجموعه 174,000 شخص. وتشير التقديرات إلى أن ما مجموعه 45 بالمئة من لاجئي فلسطين يعيشون في 12 مخيما للاجئين في البلاد. ويحصل حوالي 200,000 لاجئ من فلسطين على خدمات الأونروا في لبنان كل عام. وتشير تقديرات الوكالة الحالية إلى أن ما لا يزيد عن 250,000 لاجئ من فلسطين يقيمون حاليا في البلاد.
إن معدلات الفقر بين لاجئي فلسطين مرتفعة حيث تفيد التقارير بأن 80 بالمئة منهم يعيشون تحت خط الفقر الوطني (المعدل وفقا للتضخم) اعتبارا من آذار 2023. وأكدت نمذجة البيانات أنه بدون توزيع المعونات النقدية الفصلية (بقيمة إجمالية قدرها 18 مليون دولار في جولتين منذ كانون الأول 2022)، فإن الفقر سيبلغ 93 بالمئة. إن معدلات الفقر المرتفعة جدا بين لاجئي فلسطين هي نتيجة لعقود من التمييز الهيكلي المتعلق بفرص العمل والحرمان من حق التملك في لبنان، والتي تفاقمت بسبب الأزمة الاقتصادية والمالية والنقدية الأخيرة في البلد المضيف. إن هذا يؤثر الآن على الجيل الرابع من لاجئي فلسطين في لبنان غير القادرين على تجميع الثروة المتولدة والمحافظة عليها والدخول في فئات دخل الطبقة الوسطى بمعزل عن فرص عمل الأونروا. وفي هذا السياق، أصبحت الأونروا أكثر من أي وقت مضى المرجع الرئيس للمساعدات الإنسانية والخدمات الأساسية للاجئي فلسطين. وتتمثل الأولويات القصوى التي عبر عنها مجتمع اللاجئين في المعونة النقدية وتغطية الاستشفاء.
وعلى الرغم من الدعم الذي تقدمه الأونروا، يواجه لاجئو فلسطين تحديات كبيرة في تغطية حصتهم من تكاليف الاستشفاء. إنهم لم يعودوا قادرين على تغطية حصصهم في التكلفة. ولا تملك الأونروا حاليا الموارد اللازمة لتغطية الاحتياجات الصحية للاجئي فلسطين بشكل كامل. واعتبارا من آذار 2023، تم إنفاق 30 بالمئة من إجمالي نفقات الأسرة على الغذاء وحده.
إن الحرمان من الحق في العمل في المهن الرئيسة التي تنظمها النقابات المهنية، والحرمان من امتلاك الممتلكات غير المنقولة في الوقت الذي يعيش فيه الجيل الرابع والخامس من لاجئي فلسطين في لبنان، يتركهم دون القدرة على توليد وتجميع الثروة من خلال الملكية والميراث. وبخلاف ذلك، فإنه يمكن لهم أن يسهموا إسهاما أفضل بكثير في استقرار وازدهار البلد المضيف.
إن الافتقار إلى الحوكمة في مخيمات لاجئي فلسطين وغياب نظام قضائي ونظام إنفاذ القانون، علاوة على النظام القضائي المتوقف في البلد المضيف، يساهم في زيادة مخاطر الحماية التي لا تزال دون معالجة. وتفيد التقارير بأن مستويات العنف ضد الأطفال والعنف المبني على النوع الاجتماعي مرتفعة، ولكن الأفراد غالبا ما يترددون في طلب الدعم بسبب وصمة العار والمخاوف من انعدام السرية والانتقام.
اخر تحديث : تموز 2023