لقد قامت الأونروا بدعم أجيال متعددة من لاجئي فلسطين بالصحة والتعليم والمساعدات الاجتماعية. إن العمر المتوقع للاجئي فلسطين عند الولادة مماثل لمتوسط العمر المتوقع لمواطني الدول المضيفة. توفر عيادات الأونروا الصحية الأولية مستوى من الرعاية الأساسية التي خفضت وفيات الأمهات والرضع بين لاجئي فلسطين إلى المستويات الوطنية، أو حتى أقل، في البلدان المضيفة.
لقد تخرج أكثر من مليوني لاجئ من فلسطين من مدارس الأونروا منذ خمسينيات القرن الماضي. تعد مستويات معرفة القراءة والكتابة عالية مقارنة بالجهات المقارنة في المنطقة، ولا سيما بين النساء، وتتجاوز بشكل عام مستويات البلدان ذات التصنيف المرتفع والمتوسط على مؤشر التنمية البشرية. وقد وجد تقرير للبنك الدولي صدر عام 2016 أن طلاب الأونروا يتفوقون على نطاق واسع على أقرانهم في المدارس الحكومية ويحققون نتائج أعلى من المتوسط في التقييمات الدولية، وهو ما تم التأكيد عليه مجددا في تقرير لاحق صدر عام 2021 عن مفوضية شؤون اللاجئين والبنك الدولي. كما وجد تقرير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والبنك الدولي لعام 2021 أن مدارس الأونروا تقدم نموذجا ودروسا أساسية قوية للاستجابة الفعالة لحالات الطوارئ في تعليم اللاجئين، إضافة إلى توفير اللبنات الأساسية لتقديم خدمات تعليمية نوعية وفعالة من حيث التكلفة في البيئات ذات الموارد المحدودة. وفي عام 2021، تم اختيار 45 مدرسة تابعة للأونروا في قطاع غزة و 14 مدرسة في الضفة الغربية للفوز بجوائز المدارس الدولية المرموقة، وهو تكريم يمنحه المجلس الثقافي البريطاني للاحتفاء بالمدارس التي تعد الطلاب بنجاح ليكونوا مواطنين عالميين مسؤولين من خلال دمج دولي التعليم في مناهجهم.
كما تعمل الأونروا أيضا على تحسين سبل وصول لاجئي فلسطين إلى فرص كسب العيش في البلدان المضيفة - مع التركيز على النساء والشباب وأولئك الذين يعيشون في فقر والفئات الأخرى المعرضة للمخاطر. يشكل لاجئو فلسطين خزانا لرأس المال البشري في المنطقة والعالم؛ وعلى الرغم من الإقصاء والقيود المتكررة على الفرص، فقد لعبوا دورا مهما معترفا به على نطاق واسع في التنمية المحلية والإقليمية على مدار أكثر من السبعين عاما الماضية.
وتعمل الأونروا على تحسين سبل الوصول إلى فرص كسب العيش في المقام الأول من خلال تسعة مراكز تدريب فني ومهني، والتي قامت بتخريج أكثر من 123,000 شاب حتى عام 2021، وجميعهم مدربون لتلبية احتياجات سوق العمل المحلي. بالإضافة إلى ذلك، وزعت خدمات التمويل الصغير في الأونروا أكثر من 550,000 قرض منذ عام 1992 بقيمة إجمالية تزيد على 600 مليون دولار. فيما تساعد برامج الأونروا لخلق فرص العمل المؤقتة في غزة ومراكز خدمات التوظيف في لبنان اللاجئين على التغلب، حتى ولو بشكل مؤقت، على بعض التحديات التي تواجه فرص كسب العيش في هذه المناطق. تلعب الأونروا نفسها دورا مهما كجهة توظيف لأكثر من 28,000 لاجئ من فلسطين وآخرين، غالبيتهم من المعلمين، وهي تخلق فرصا كبيرة لكسب الرزق من خلال مشاريعها الإنشائية في مناطق عملياتها.
وعلاوة على ذلك، تعمل الأونروا على تحسين الظروف المعيشية في مخيمات اللاجئين، بدءا من ضمان سبل الوصول للمياه إلى بناء وصيانة المرافق التعليمية والصحية السليمة، وكذلك إعادة تأهيل المساكن للفقراء والمتضررين من النزاع.
كجزء من برنامج شبكة الأمان الاجتماعي، تقدم الأونروا معونات عينية غذائية ومالية للاجئين الذين يعيشون في فقر مدقع. وفي عام 2020، تمت مساعدة 390 ألف لاجئ في غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن في إطار هذا التدخل، وهو ما يصنع الفارق بين الجوع وبين توفر الطعام على المائدة.
أظهرت استجابة الأونروا لجائحة كوفيد-19 قوة الوكالة كمزود خدمة في الخطوط الأمامية. إن قدرة الوكالة على تعديل تقديم الخدمات بسرعة وبشكل مبتكر مثل التطبيب عن بعد والتوصيل المنزلي للأدوية الأساسية واستخدام مواد التعلم الذاتي والتعلم التفاعلي القائم على الحاسوب قد ساهمت في تقليل انتشار المرض. كما ساهمت البنية التحتية للوكالة وخبرتها الطويلة في العمل أثناء حالات الطوارئ وقرارها بإصدار نداءات عاجلة مخصصة لجائحة كوفيد-19 في الاستجابة السريعة للوباء.